أوضح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن الرئاسة منذ سنوات تكافح السحر، ولكن وبسبب كثرة قضاياه الموجودة على الساحة واعتبارها كمهنة من قبل بعض الأشخاص، وتعاون البعض معهم، فقد جرى إصدار تعليمات للجهة المختصة في الرئاسة بإطلاق ورش عمل في جميع مناطق المملكة لتثقيف القائمين من خلال إعطائهم جرعات علمية للتعامل مع مثل هذه الآفة التي بدأت تغزونا بسبب قلة الوازع الديني. وكشف آل الشيخ على هامش البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين أمس في الرياض والذي يمتد لثلاثة أيام عن وجود السيارات السرية للهيئة، موضحا أنه طلب إحصاء جميع هذه المركبات في المملكة للعمل على ترشيدها أو إلغائها حسب الظروف. وعن تجاوز بعض رجال الهيئة الميدانيين قال: «إن الميدانيين هم مثل في الصدق والإخلاص والأمانة، وعددهم يصل إلى الآلاف ويؤدون مئات الأعمال الخيرية يوميا، وبالتالي الإنسان له طاقة وإذا جاء من يستفزه، أو أخطأ في تطبيق أمر من غير قصد ضخم وأعطي أكبر من حجمه من قبل الإعلام، فهل يجب علينا إذا أخطأ أحد الميدانيين في الشهر الواحد أن ننسى جميع الأعمال الخيرية التي أداها ونركز على هذه الأخطاء فقط». وقال آل الشيخ «ادعو المواطنين إذا تعرضوا إلى مضايقات الذهاب إلى مدير فرع الهيئة القريبة منه، وإذا لم يتمكن من إنصافه وهو صاحب حق، بابي مفتوح ولا أغلقه في ساعة من الساعات، داعيا رجال الإعلام أن يتقوا الله وأن يراعوا حرمة المسلم». وبين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن هناك خطة استراتيجية يجري تنفيذها وتتضمن الخطة التدريب على تكييف المنكر، طريقة الإجراءات الجزائية، وكيفية التعامل، وتكييف المعروف، وطريقة التعامل والعلاقات، وتقييم الأمور وإعطائها حقها الطبيعي، وإعطاء كل قضية وزنها وحقها. وحول مطاردة بعض الميدانيين للسيارات في الشوارع أوضح أن هذه المطاردات ستنتهي قريبا، إلا إذا كانت الحالة تستدعي مثل «شخص خطف امرأة أو طفلا» أو إذا شوهد رجل ينفذ عملا إجراميا، في هذه الحالة كلنا مسؤولون أمام الله بدفع هذه الجريمة ومتابعة هذا المجرم بقدر جهدنا، على أن لاتصل هذه المطاردة إلى الهلاك، أو إهلاك أحد، أما إذا كانت القضية يمكن تجاوزها فيكتفى برقم اللوحة فقط والجهات الأخرى المعنية مثل الشرطة وإمارات المناطق متعاونة في ذلك. وقال آل الشيخ «سماحة المفتي عودنا على التفاعل والحرص على إبداء النصح الصادق لأبنائه المواطنين، في كل مكان». وعن قرار السماح للعزاب بدخول المجمعات التجارية قال: «هؤلاء الشباب هم إخواننا وأبناؤنا، ولم يأتون من كوكب آخر، والحقيقة أن منعهم خطأ، إذ أوجدنا مشكلة من لا مشكلة». وبين أن الممارسات الفردية لها علاج ولن نتسامح بأي حال من الأحوال، «فإذا حصلت ممارسات تسيئ للمتسوقين تنافي خلق الإسلام يجب أن يوقفوا، وهذا هو عمل الهيئة، والتعليمات واضحة وصريحة، فمن اعتدى على محارم الناس أو اعتدى على حقوقهم يحال للقضاء، وبالتالي فإن افتعال مشكلة منع الشباب، هو افتعال غير موفق وغير مدروس». وأفاد «قمنا بعقد العديد من الدورات التدريبية حتى نتمكن من تهيئة الميدانيين التهيئة المناسبة ليواكبوا هذا العصر». من جانبه دعا سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «الميدانيين» لأن يتقوا الله في أمرهم للمعروف ونهيهم للمنكر، وعدم الشماتة أو التعالي أو الانتقاص من المواطنين أثناء عملهم في الأسواق والأماكن العامة. وأفاد آل الشيخ في رده على أسئلة الميدانيين ممن حضروا البرنامج أن الأمر بالمعروف على قدر الاستطاعة، وأن لا يدخل الميداني في نزاع وخصام مع امرأة، بل يجب أن يشعرها بأن ما تؤديه به منكر وذلك من باب النصيحة. وقال «المواقع الإلكترونية دمرت المجتمع، فهي منتشرة بلا حسيب أو رقيب، ويجب أن يستشعر الميدانيون المسؤولية، فلا ينزل للميدان إلا الرجال الحكماء العقلانيين، ممن يتعاملون بالعدل والدين والصبر، ذو الرأي السديد، وأهل التجربة، والذين يعالجون المشاكل بكل يسر». وأفاد مفتي المملكة أن الشبكات وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي تعدت وهاجمت الإسلام في أكثر من موقع، وبدأت بشن الحملات على أمتنا اقتصاديا ودينيا وعلى سياسيينا وهذا هو الحقد تجاه هذا البلد، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه الدولة قلب وجسد واحد وذلك بفضل رزانة توجيهات ولاة أمورنا.