لم يعد مدى الإعلام الجديد في كشف الحقائق وفضح المستور مقتصرا على المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية، بل تعداها للوسط الرياضي بعد أن عجزت وسائل الإعلام التقليدية عن مجاراة ومحاكاة وبيان ما يحدث في الوسط الرياضي فأضحى «تويتر» مصدرا خبريا مثيرا لكشف سوق الانتقالات وواقع الاندية ومستقبلها وكل ما يثار فيها. والملفت في الآونة الاخيرة تحول مواقع التواصل الإعلامي مثل التويتر والفيس بوك لأحد اهم مصادر الاخبار الرياضية حول خطط الاندية وانتقالات اللاعبين لوكالات الانباء والصحف والمجلات وحتى المواقع الإلكترونية. ووصف الخبير في الإعلام الجديد الدكتور سعود كاتب هذه الظاهرة بأنها دليل وعي من المجتمع الرياضي بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت لوسائل موضوعية وحيادية في التعاطي مع الاحداث. عشرات من الإعلاميين الرياضيين واللاعبين ورؤساء الاندية والمسؤولين في الاتحاد السعودي أنشأوا حسابات في تويتر للتواصل وبث الاخبار. ولعل من أبرز الاسماء الفاعلة في تويتر رئيس نادي الهلال صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن مساعد، ورئيس نادي النصر صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن تركي، والإعلاميان بتال القوس ومساعد العصيمي، وغيرهم كثير. بل ان الملفت أكثر أن الإثارة تحولت من صفحات الصحف وشاشات الفضائيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر، فمن تغريدة محترف النصر بدر المطوع حول رحيله من النصر، إلى تغريدة محترف الهلال السويدي ويلهامسون التي أعلن فيها فك علاقته الممتدة مع نادي الهلال لمدة 4 سنوات ليظهر في اليوم التالي وينفي الخبر تحت ضغوط من الإدارة الهلالية، علما بأن الهلاليين قد فتحوا مزادا علنيا على اللاعب ما يعني صدق ما كتب على تويتر، وليس ما قيل من قبل اللاعب تحت الضغط، مرورا بتغريدات عضو الشرف الهلالي والرئيس السابق للنادي الامير عبدالله بن مساعد شقيق الرئيس الحالي الامير عبدالرحمن بن مساعد الذي أعلن عبر موقعه في تويتر عن خطة جديدة للإدارة الهلالية تقوم على 7 نقاط في خطوة تطويرية للعمل الإداري، انتهاء بتغريدات عدد من الإعلاميين المحسوبين على نادي الهلال الذين أعلنوا رحيل مدرب الهلال الألماني توماس دول وانتهاء بقضية بتال القوس التي حملت التحديات حول حقيقية أصبع إيمانا، مما يعني أن مواقع التواصل باتت أكثر مصداقية من بعض الصحف الورقية والإلكترونية بل إنها ساهمت في كشف بعض الاخبار الخاطئة التي تحاول إدارات الاندية إشاعتها لتضليل الجمهور وامتصاص غضبهم، ولا ندري فلربما تتحول مواقع الإعلام الجديد للمصدر الأول لأخبار الاندية مع ازدياد اعداد المسجلين فيها من لاعبين وإداريين ينتمون للوسط الرياضي. وهنا يطالب نايف هزازي وعبده عطيف وبدر الحقباني بضرورة وضع ضوابط لتواجد الرياضيين في هذه المواقع، من خلال تسجيل اسماء من يملكون حسابات في لجنة الاعلام والاحصاء في الاتحاد السعودي والتنسيق مع وسائل الإعلام بحيث لا تتسبب مواقع التواصل في نقل الشائعات وتضليل الصحفيين بمعلومات مغلوطة تحرجهم امام المجتمع.