أبلغ «عكاظ» فالح خالد الدوسري والد المعوق مبارك (17 عاماً) الذي توفي في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك خالد في المنطقة بعد نقله من مركز التأهيل الشامل في نجران عقب تعرضه لانتكاسة صحية، بأنه تردد في استلام جثمان نجله لوجوده في ثلاجة الموتى نحو شهرين دون علمه بالوفاة، موضحا أن الشكوك راودته بأن أعضاء من جسم المتوفى أخذت عندما شاهد آثار قطع في رقبته، بالإضافة إلى تعرض جسده بالكامل لوخزات الإبر. وتابع والد المعوق المتوفى أنه تراجع وتسلم الجثمان. وفي نفس الوقت طالب بمحاسبة المتسبب في ترك جثة ابنه في ثلاجة المستشفى لفترة طويلة. من جهته أوضح مدير مركز التأهيل الشامل في منطقة نجران عبدالله آل عيشي البارقي بأن المعوق المتوفى من نزلاء المركز منذ فترة طويلة وجرى تحويله بتاريخ 30/10/1432ه إلى مستشفى الملك خالد في المنطقة إثر تعرضه لضيق في التنفس وتم إدخاله العناية المركزة، ومنذ تلك اللحظة اصبح تحت مسؤولية المستشفى لعدم السماح بمرافقته من قبل ممرضي التأهيل الشامل وعدم دخولهم إلى العناية المركزة في المستشفى لمتابعة حالة المعوق مؤكداً بأن الممرض الذي يتابع حالته حاول الدخول للتأكد من حالته ونظافته ولكن أطباء العناية افهموه بأن المريض أصبح تحت مسئوليتهم. وكشف البارقي بأن المعوق مبارك توفى بتاريخ 1/11/1432ه أي بعد دخوله المستشفى بحوالي 12 ساعة وكان الممرض المسؤول عنه من قبل التأهيل يتابع مع أطباء العناية المركزة في الفترة الصباحية وكانوا يطمئنونه بأن حالته مستقرة، حتى أن الطبيب المعالج صرف وصفة طبية للمعوق في نهاية شهر ذو القعدة رغم أنه متوفى وهذا دليل على متابعتناً لحالته والمستشفى لا يعلم بوفاته. وأضاف البارقي استمر التأهيل الشامل يسأل عن حالة المعوق مبارك بصفة يومية وكان أطباء العانية المركزة في المستشفى يؤكدون بأن حالته مستقرة، وفي الفترة المسائية بتاريخ 14/1/1433ه تمكن ممرض التأهيل الشامل في المنطقة المسؤول عن متابعة الحالة من الدخول إلى العناية المركزة في المستشفى للاطمئنان على المعوق حيث تفاجأ بأنه غير موجود وعلى الفور أبلغني حيث توجهت شخصياً إلى المستشفى وقابلت المدير المناوب واكتشفت بأن الشاب متوفى منذ أكثر من 44 يوماً والمستشفى لا يعلم، وجرى إعداد محضر بالتفاصيل عن وضع المتوفى وحتى اكتشاف مركز التأهيل وفاته، وعلى الفور جرى إبلاغ والده بالوفاة وأن عليه الحضور لاستلام الجثمان. وقال البارقي حضر والد المعوق المواطن وقدمنا له التعازي خلال تواجده في المركز وأبلغناه بأن ابنه توفى وأن له الحق في رفع شكوى لمحاسبة المتسبب سواء المركز أو المستشفى، كما أطلعناه على كل التفاصيل منذ دخول الحالة المستشفى وحتى اكتشاف الوفاة. من جهة أخرى أكد مدير مستشفى الملك خالد في منطقة نجران الدكتور عبده حسن الزبيدي بأن قسم شؤون المرضى أبلغ مركز التأهيل الشامل في المنطقة عن وفاة مريضهم فور إعلان أطباء العناية المركزة وفاته، حيث تلقى موظف شؤون المرضى في المستشفى اتصالا من التأهيل يفيد بأن والده لم يرد على اتصالات المركز، وعندها جرى نقل الجثمان إلى ثلاجة الموتى في المستشفى. وقال الدكتور الزبيدي بأن المريض كان يعاني من التهاب حاد في الجهاز التنفسي، وتدهور في حالته العامة مع تخلف عقلي، وشلل دماغي، وصرع ومرض مزمن في القلب، وجرى تنويمه في العناية المركزة تحت رعاية أطباء الباطنية والقلب ووضع على جهاز التنفس الاصطناعي وتلقى العلاج اللازم، ثم تعرض المريض لتوقف عمل القلب حيث تم عمل الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياته ولكنه انتقل إلى رحمة الله. وبين الدكتور الزبيدي بأن العملية التي في رقبة المريض عبارة عن «تنبيب» وريدي مركزي لإعطاء المريض أدوية ومحاليل لمعالجة التهاب الضغط وهذا إجراء طبي معروف وصحيح. وأشار الدكتور الزبيدي بأن المستشفى يعمل وفق سياسات وإجراءات واضحة وفي حال وفاة المريض تقوم مشرفة التمريض بإشعار قسم شؤون المرضى لإبلاغ ذوي المريض بالوفاة وفي حال تأخر ذوي المتوفى عن الحضور يتم إدخاله ثلاجة الموتى لحين استلامه، مؤكداً أن المستشفى يرسل تقريرا بشكل أسبوعي إلى المديرية العامة الشؤون الصحية عن الحالات المتأخرة في ثلاجة الموتى.