تحقق وزارة الشؤون الاجتماعية في أسباب إهمال جثة المعاق مبارك (17 عاما) داخل ثلاجة الموتى في مستشفى الملك خالد في منطقة نجران، لمدة تجاوزت الشهرين دون إبلاغ ذويه لاستلام جثمان المعاق بعد الوفاة مباشرة. وأوضح ل«عكاظ» مصدر مطلع من وزارة الشؤون الاجتماعية أن القضية تبحث من قبل الوزارة لمعرف أسباب تأخير جثة المعاق حتى تتم محاسبة المقصر. وأكد المصدر حرص الوزارة على الاهتمام بالمعاق حتى إن كان أهله موجودين، وتعتبر الوزارة المسؤولة عنه لكون المعاق المتوفى نقل من قبل مركز التأهيل الشامل بمنطقة نجران إلى المستشفى. وأفاد المصدر بأن التحقيق سيكشف القصور، سواء من مركز التأهل بنجران أو مستشفى الملك خالد؛ كون كل جهة ترمي على الأخرى مسؤولية تأخير جثة المعاق داخل ثلاجة الموتى دون علم ذويه بالوفاة، مؤكدا أن ترك جثة معاق نجران هذه الفترة خطأ يستوجب المعاقبة. من جهته، أكد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة نجران الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني، أن تأخير جثة المتوفى لا يجوز شرعا، مضيفا «تأخير الجثمان لغير الحاجة لا يجوز شرعا، فإكرام الميت دفنه». وقال الدكتور الدسيماني إن إبقاء الجثة بهذا الشكل فيه محاذير شرعية كثيرة، مشيرا إلى أن التعجيل بالجنازة واجب شرعا، والمشكلة الكبرى تقع على من عرف بالوفاة، ولم يبلغ عنها. ودخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طرفا في متابعة قضية معاق نجران. وقال ل«عكاظ» رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني إن الجمعية ستتواصل مع والد معاق نجران بهدف متابعة قضيته مع الجهات ذات العلاقة، مؤكدا وجود قصور إداري يستوجب العقاب التأديبي فيما يتعلق بعدم تبليغ ذوي المعاق بالوفاة في وقتها. وقال الدكتور مفلح القحطاني«إن عدم التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمتعاملين مع هذه الجهات». وأشار رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إلى أن المعاق تحت ولاية مركز التأهيل الشامل في نجران، وهي الجهة المسؤولة بالتواصل مع ذويه، ويجب على المستشفى البحث عن أسرة المتوفى وإبلاغ الجهات الأخرى بالوفاة في مثل هذه الحالات. من جهته، أبلغ «عكاظ» المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير الدكتور هادي بن علي اليامي، أن الهيئة رصدت الخبر المنشور في صحيفة عكاظ ليوم الاثنين تحت عنوان «اتهامات متبادلة بين تأهيل نجران ومستشفى في إهمال جثة معوق»، موضحا أن الهيئة بعث برقيتين إلى مدير عام الشؤون الصيحة بمنطقة نجران، ومدير عام الشؤون الاجتماعية بنجران لطلب الإفادة بصفة عاجلة عن ملابسات الموضوع، قبل أن تبدأ الهيئة باتخاذ موقف في الموضوع. وأكد الدكتور اليامي متابعة الهيئة لقضية المعاق باهتمام لتعارض هذا الأمر مع الأنظمة والتعليمات، معتبرا أن ما حدث قصور لا يمكن التهاون معه.