تحولت تطمينات كادر طبي في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة لأسرة مريض، إلى فاجعة إثر وفاته بعد ساعات من تلقي شقيقه طمأنة طبيبه، حيث لم يستجب المريض لمحاولات إنقاذه بواسطة جهاز الإنعاش القلبي الرئوي، وتوفي متأثرا بتشنجات وحالة إعياء شديد تعرض لها خلال عطلة نهاية الأسبوع في غرفة التنويم الاعتيادية. وقال أحمد حامد المغذوي «تعرض شقيقي باسم (18 عاما) لحادث مروري قبل أسبوعين، أصيب خلاله في الرأس والساقين وإحدى ركبتيه، ونقل لمستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، وأخضع للعلاج في قسم العناية المركزة، واستمر تحت عناية الأطباء لمدة تسعة أيام، وأخرج الأربعاء الماضي من قسم العناية المركزة وأدخل غرفة تنويم اعتيادية؛ باعتبار أن حالته مستقرة نسبيا، وفي مساء الخميس لاحظت عليه عكس ذلك، وبدأت تنتابه آلام مضاعفة، وأثناء وجوده في غرفة التنويم كان يخاطب ممرضة ويشير إلى منطقة البطن، فطلبت منها استدعاء طبيب المخ والأعصاب الذي أشرف على حالته، إلا أن الممرضة أبلغتنا بأن الطبيب في إجازة، وذهبت إلى طبيب في قسم العناية المركزة وأفادني بأنه الشخص الوحيد في القسم، وأنه سيتابع حالة شقيقي، ولم أستطع الابتعاد عنه خوفا من أن تسوء حالته بشكل أكبر، أو يسقط من السرير أو تحصل له مضاعفات مفاجئة. وفي صباح الجمعة، بدأت حالة شقيقي تسوء وأصبح يتحرك بشدة في سريره، ما اضطر ممرضتين إلى تكبيل يديه ورجليه، وأعطيت له حقنة مهدئة من قبل إحدى الممرضات، وأشارت إلى أن وضعه طبيعي، وأبلغتني إحدى الطبيبات من جنسية عربية أن ذلك مؤشر على أن حالته مستقرة، وأن الدكتور المختص سيحضر صباح السبت لمعاينة حالته، ولأني أجهل أعراض وطبيعة التصرفات التي يصدرها أخي آثرت الرضوخ لتلك التطمينات والانتظار لحين مباشرة الطبيب عمله صباح السبت الماضي ليشرف على تطور الحالة الصحية لأخي الذي كنت أشك في أنه يعاني من نزيف في رأسه، إلا أن أيا من الكادر الطبي لم يشر إلى إمكانية حدوث ذلك، وفي مساء الجمعة، تطورت حالة أخي وبدأت حدقات عينيه في الاتساع وأخذ يتنفس بسرعة كبيرة وملحوظة، واستمر في التشنجات، وعند السابعة من صباح السبت الماضي حضر ممرض وطلبت منه قياس نسبة الأوكسجين في الدم، وأفاد بأنه منخفض جدا، فأحضر جهاز القلب وتبين انخفاض التنفس، فحاول الأطباء إجراء إنعاش لقلبه الذي توقف عن النبض، وتوفي أخي في السابعة و40 دقيقة من صباح السبت. وطالب المغذوي بإجراء تحقيق في ما تعرض له شقيقه، وأفاد بأنه رغب في تشريح جثمان شقيقه إلا أن أفرادا من أسرته أصروا استكمال إجراءات استلام الجثمان ودفنه، وتمسك (أحمد) بمطالبته بمحاسبة من يتهمهم بإهمال متابعة حالة شقيقه. وردا على شكوى شقيق المتوفى، قال الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالرزاق بن عبدالعزيز حافظ أن هناك قنوات رسمية لابد من تأخذ مسارها للتحقق من صحة الواقعة والاتهامات، وطلب مهلة للرد على الشكوى، بناء على مخاطبة إدارة المستشفى المعني واطلاعها على ملف المريض ومساءلة الأطباء الذين أشرفوا على حالته وتقصي كافة تفاصيل الحالة قبل الوفاة لتحديد المسؤولية.