أدانت صحة نجران أطباء تعاملوا مع حالة الطفل عوض الذي توفى داخل قسم العناية المركزة في مستشفى الولادة والأطفال في المنطقة قبل أكثر من 23 يوما، وما زالت جثته داخل ثلاجة الموتى في المستشفى حتى الآن، إثر إصرار والده عدم استلامها. («عكاظ» 22/1/1432ه ). أبلغ «عكاظ» أمس الناطق الإعلامي لصحة نجران صالح بن علي آل ذيبة، بأن اللجنة المشكلة بتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور يحيى بن محمد آل شويل، أدانت بعض الأطباء الذين تعاملوا مع حالة الطفل، حيث اتضح للجنة وجود قصور من بعض الأطباء، وعلى ضوء التحقيقات الجارية أحيلت القضية بكاملها إلى الهيئة الطبية الشرعية في عسير؛ لإصدار القرار المناسب حسب النظام في مثل تلك الحالات. ويأتي الاعتراف المتأخر لصحة نجران، بعد نفيها وجود أي تقصير أو إهمال للطفل، لتؤكد في بيان رسمي على لسان ناطقها الإعلامي ل«عكاظ»، أن الطفل راجع طوارئ مستشفى الولادة والأطفال في المنطقة إثر ارتفاع في درجة الحرارة، تشنجات، قيئ، إسهال مع علامات جفاف شديد، التهاب في الصدر وإجهاد تنفسي، وهو حالة معروفة بمتلازمة داون، «الطفل المنغولي» فضلا عن ثقب خلقي ما بين البطينين في القلب، وتقرر دخوله العناية الفائقة واستمرت حالة الطفل في التدهور حتى توفي («عكاظ» 28/1/1432ه). وكان المواطن مبارك سعيد آل فطيح والد الطفل عوض، قد طالب وزارة الصحة بتشكيل لجنة وزارية تضم في عضويتها أطباء متخصصين في الطب الشرعي للكشف على جثة الطفل التي لا تزال داخل ثلاجة المستشفى حتى الآن. («عكاظ» 8/2/1432ه) وانتقد المواطن مبارك سعيد آل فطيح، مدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران، ومدير إدارة المتابعة لصحة نجران، في محاولة إقناعه باستلام جثة طفله من ثلاجة الموتى في المستشفى، والاقتناع بالتحقيقات التي أجرتها صحة المنطقة، وقال قابلت مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة في مكتبه، وطالبني بدفن الجثة، خصوصا أن التحقيقات أدانت ثمانية أطباء، مشيرا إلى أن مدير صحة المنطقة اعترف له بأن طفله توفي نتيجة خطأ طبي، وأن حقه لن يضيع وذلك حسب قوله. وقال ل«عكاظ» آل فطيح «رفضت الموافقة على استلام جثة طفلي، حتى تشكل لجنة وزارية للتحقيق في وفاته، والتأكد من الأسباب الحقيقة التي أودت بحياته»، مشيرا إلى أن الوزارة تعهدت له خلال تقديمه الشكوى، بتشكيل لجنة تدرس الملف الطبي، وتكشف على الجثة لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة في الأيام المقبلة، مؤكدا أنه لن يستلم جثة طفله حتى لو بقيت الدهر كله في ثلاجة الموتى، وقال «صورة طفلي الذي تعرض للعبث بطريقة غير إنسانية لا تكاد تفارق مخيلتي».