علمت «عكاظ» أن العامل المتسبب في حرق المعوق الذي توفي يوم الأربعاء الماضي في مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة متأثرا بحروق تعرض لها لازال على رأس العمل يمارس مهامه في الفترة المسائية. وكشفت جولة قامت بها «عكاظ» أمس داخل مرافق المركز التابع للشؤون الاجتماعية، عن حقائق جديدة وسلبيات عديدة تتسبب في معاناة النزلاء من المعوقين وعددهم 750 معوقا، بالإضافة إلى مخالفات شرعية. وكشف الجولة عن استبدال عمال الشركة المشغلة يوميا دون أن يخصص عامل لكل مجموعة يكون مسؤولا عنهم بدلا من المناوبات. تقرير أسباب الوفاة وحصلت «عكاظ» على نسخة من التقرير الصادر من المركز إلى إمارة المنطقة والذي يفصل الأسباب التي أدت إلى وفاة المعوق محمد بركه الحربي 20 عاما ، حيث أظهر أنه يعاني من تخلف عقلي شديد، شلل رباعي، شلل دماغي، وعدم التحكم في المخارج. وبين التقرير أن المتوفى أدخل إلى المركز منذ تسع سنوات (10/4/1424ه)، وخلال فترة إقامته لم تحدث له أي إصابات، وفي يوم الجمعة 7/1/1433ه عند الساعة 2:50 دقيقة مساء حدثت له حروق سلقية أثناء الاستحمام نتيجة استخدام الماء الحار وأجريت له الإسعافات الأولية ونقل إلى مستشفى الأنصار ومن ثم إلى مستشفى الملك فهد وتم تنويمه في قسم الحروق. وأوضح التقرير أنه تم التحقيق مع العامل المتسبب في حرق المعوق وتسجيل إفادة ممرض المهجع، وتبين من خلال التحقيق حسب إفادة العامل بأن المعوق تبرز أثناء خضوعه للاستحمام واستعمل العامل (اللي) المركب في الصنبور لتنظيفه من الفضلات دون التأكد من حرارة الماء قبل أن يسلطه على جسده ولم يصرخ الضحية أو يبكي نتيجة إعاقته، وعندما شاهد العامل الإحمرار على جسمه أبلغ الممرض الذي قام بعمل الكمادات الباردة والإسعافات الأولية له قبل تحويله إلى المستشفى. وأفاد تقرير مركز التأهيل الشامل إلى أن ولي أمر المعوق (عمه) حضر إلى المركز وتم اطلاعه على نتائج التحقيق والإجراءات التي ستتخذ مع العامل المتسبب في الحادثة. وبين أن المعوق خرج من المستشفى في تاريخ 3/2/1433ه، وذكر في ملخص الخروج أنه يعاني من حروق من الدرجة الثانية نسبتها 15 في المائة شملت الظهر والبطن والإليتين والفخذين، وتم علاجه في المستشفى بالعلاجات المتبعة مع غيار يومي بمادة (الفلامازين). وذكر ملخص الخروج الصادر من المستشفى أن الحالة العامة للمعوق عند خروجه جيدة ومستقرة ولا يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة والجروح متحسنة، وأوصى الأطباء فقط بالغيار اليومي مرتين بشاش الفازلين المعقم. وجاء في التقرير «بعد عودة المعوق إلى المركز تمت متابعة حالته من قبل القسم الطبي مع تنفيذ التوصية الطبية وكانت الحالة مستقرة». وبحسب التقرير «في تاريخ 10/2/1433ه، عند الساعة الثامنة وعشرين دقيقة صباحا فوجئ الممرض بأنه يعاني من صعوبة مفاجئة في التنفس وعلى الفور تم نقله إلى غرفة الملاحظة الطبية داخل المركز حيث عاينه الطبيب وتم عمل الإجراءات الطبية اللازمة، وفي هذه الأثناء توقف قلبه وتم عمل الإنعاش القلبي الرئوي وتجهيز سيارة إسعاف مع اثنين من التمريض وتم تحويل الحالة إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال لقربه من المركز مع استمرار عمل الإنعاش القلبي الرئوي أثناء التحويل، وفي مستشفى الولادة أجري له إنعاش قلبي رئوي لمدة 30 دقيقة، ولكنه لم يستجب وتأكدت وفاته عند الساعة التاسعة وعشر دقائق صباحا». وأشار التقرير الموجه لإمارة المدينةالمنورة إلى أن أسباب الوفاة طبيعية نتيجة توقف القلب والتنفس.
الزغيبي: لا ننفي الإهمال والحروق ليست سببا في الوفاة أكد مدير مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة خالد الزغيبي أن ما تعرض له المعوق نتيجة إهمال من العامل وأن الحروق التي تعرض لها لم تكن سببا في وفاته حسب تبليغ الوفاة الصادر من مستشفى النساء والولادة والأطفال في المدينةالمنورة الذي يبين أن الوفاة بسبب توقف القلب والتنفس. وأضاف نحن نقوم بتحميم (ترويش) المعوقين داخل المركز، بطريقة بدائية ولكنها منتجة حيث أحضرنا العام الماضي براميل كبيرة ليتم تعبئتها بالماء الساخن والبارد حتى يصبح معتدلا وفاترا وبعد ذلك يقوم العمال التابعون للشركة المشغلة بتحميمهم من خلال حمل الماء بالمغراف من البراميل وسكبه عليهم واضطررنا إلى هذه الطريقة حتى لا يقوم العامل بترويشهم من السخان أو الصنبور أو الدش مباشرة منعا لتعرضهم للأذى، ومنذ أن استخدمنا هذه الطريقة لم تحدث أي إصابات سوى ما حدث للحربي الذي توفي الأسبوع الماضي. وتابع مثل هذه الإصابات تحدث في كل منزل ولكن نحن لا ننفي الإهمال الذي تعرض له المعوق المتوفى، ولكن لا نرضى أن تطلق علينا التهم بتعمد حرقه. سنغرم الشركة وأردف: سوف نقوم بتطبيق لائحة الغرامات على الشركة المشغلة جراء ما حدث، حيث أن الغرامات تتخذ في حال تعرض النزلاء لكسور وحروق وإصابات متنوعة أثناء إقامتهم في المركز، وهذه موثقة ضمن شروط العقد إذا حدثت أي من هذه الإصابات تسجل على الشركة المشغلة غرامة، مشيرا إلى أن المركز به 12 مهجعا كل منها بداخله 38 نزيلا، تختلف إعاقاتهم ما بين عقلية، جسمية، أو عقلية وجسمية معا، وأغلب النزلاء 90 في المائة من الحالات التي لا تستطيع التحكم في المخارج، كما يوجد في المركز 16 كاميرا موزعة في المهاجع واثنتان في صالات الطعام العلوية والسفلية واثنتان في البوابتين الخارجيتين وجميعها تعمل على مدار الساعة.