اعتبر استشاريان نفسيان، أن الحادث المروري المؤلم الذي ذهب ضحيته البارحة الأولى لاعبان من نادي الوحدة وإصابة اثنين بإصابات بالغة يمثل كارثة مؤلمة وفاجعة، تدعو إلى ضرورة توعية اللاعبين بأهمية القيادة المتأنية حفاظا على سلامة الأرواح. ولفتوا ل «عكاظ»، إلى أنه مهما كانت أسباب الحادث سواء السرعة أو تشتت الذهن أو القلق والتوتر فإن ذلك يعد مؤشرا خطيرا ينعكس سلبا على حياة اللاعبين وأدائهم خصوصا فئة الشباب ذوي الخبرة المتواضعة. ورأى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن توجه اللاعبين بسرعة البرق إلى موقع التدريب من جدة إلى مكةالمكرمة بالطبع أمر محفوف بالمخاطر، لأن الذهن يكون مشغولا في عامل الزمن في كيفية الوصول إلى موقع التدريب في الوقت المحدد. وأضاف «من المعروف طبيا أن ارتباط الشخص بأي مناسبة أو حدث له انعكاسات نفسية محفوفة بالقلق والتوتر وهي في كل الأحوال تمثل رد فعل طبيعي لأي شخص منا، إلا أن الحكمة تكون في كيفية إدارة الوقت وإنجاز المهمة، وما يحدث أن كثيرا من الأفراد لا يعطون وقتا كافيا لإدارة أمورهم وإنما يتعاملون مع برنامجهم اليومي بالتساهيل، وهذا الأمر ينطبق على لاعبي الوحدة الذين حاولوا جاهدين أن يتجاوزا الزمن في الوصول إلى الموقع ولكن كان قضاء الله وقدره أسرع». الدكتور الحامد دعا إلى ضرورة توعية اللاعبين بعدم السرعة ولاسيما الذين يتجهون من جدة إلى مكةالمكرمة ويستخدمون الطرق السريعة، وضرورة إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة تجنبا للانعكاسات النفسية التي تجعل الإنسان يتصرف بطريقة عشوائية في قيادة المركبة بكل سرعة. ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا مع رأي الدكتور الحامد فيقول: إن ماحدث للاعبي الوحدة يعتبر مأساة إنسانية كبيرة نتمنى أن لا تتكرر، وبغض النظر عن الأسباب فإن ما يؤلمنا هو أن يذهب البعض ضحية في في حادث مؤلم. واستطرد الدكتور براشا «غياب التوجيه الصحيح للشباب اللاعبين في كيفية إدارة الوقت يؤدي كثيرا إلى مثل هذه الحوادث، فحادثة لاعبي الوحدة مشكلتها أساسا السرعة، وهذه السرعة كانت بهدف الوصول إلى موقع التدريب في الوقت المحدد، ومن هنا فإن كثيرا من الحوادث المؤلمة التي تشهدها الشوارع تعود أسبابها إلى اللحاق بالزمن، بمعنى الوصول إلى الموقع في الزمن المحدد مهما كان الأمر مهددا لسلامة الإنسان، وكل هذه المعطيات تدعو إلى ضرورة توعية الشباب بأهمية إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة».