رأى الأطباء النفسيون أن قلق ما بعد الصدمة يشكل أبرز الانعكاسات النفسية لدى الطالبات المصابات في حريق المدرسة المنكوبة في جدة أمس الأول، حيث إن المعلمات والطالبات يعشن طوال الأيام المقبلة سيناريو «الفلاش باك» بمعنى تذكر لحظات الكارثة. ولفتوا ل «عكاظ» أن قلق ما بعد الصدمة هو اضطراب ينجم عن التعرض لكارثة مؤلمة أو حادثة مأساوية، ويشكل رد فعل يختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يعيشه أيام ويتجاوز المرحلة، والبعض الآخر قد يعيشه لفترات طويلة نتيجة أثر الصدمة وهول الفاجعة، ويصبح غير قادر على تجاوز المشكلة ومحتاجا لمزيد من التدخل الدوائي والعلاجي. متلازمة اضطراب اعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن قلق ما بعد الصدمة يعتبر من أهم الانعكاسات التي تتصدر قائمة الأمراض النفسية في الكوارث، وهو اضطراب ينجم عن التعرض لكارثة مؤلمة أو حادثة مأساوية، وأضاف، «الحالات النفسية التي يتم عادة تشخيصها في الكوارث والأزمات تختلف عن بعضها، إلا أن أغلبها تعاني من الكرب الحاد أي قلق ما بعد الكارثة، ولشدة أعراضه الناتجة سمي هذا القلق بالكرب الحاد، لأن المريض يعيش السيناريو نفسه الذي عاشه في الكارثة. الحامد أكد أن التعامل مع الأطفال يختلف عن البالغين والكبار، فالأعراض لديهم تظهر على هيئة اضطرابات سلوكية مثل المخاوف والعصبية الزائدة وتدهور المستوى الدراسي والتبول اللا إرادي والرعب الليلي، وهؤلاء يحتاجون إلى تأهيل نفسي، وهناك حالات أصبح لديها خوف من مشاهدة النار، وهناك مجموعة من الأطفال خصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين 7 11 عاما قد يعانون من التبول اللا إرادي، ومجموعة أخرى قد تشكو من الذعر الشديد والخوف من النوم أو البيت أو الذهاب إلى المدرسة. الخوف والصدمة ويتناول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا جانب الخوف عند المتضررات من كارثة الحريق وخصوصا الطالبات والمعلمات اللواتي عشن سيناريو الكارثة بكل تفاصيله فيقول: من أبرز الانعكاسات النفسية التي يعيشها المتضرر من الكارثة هو «الخوف» وهو رد فعل يختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يعيشه أيام ويتجاوز المرحلة، والبعض الآخر قد يعيشه لفترات طويلة نتيجة أثر الصدمة وهول الفاجعة، ويصبح غير قادر على تجاوز المشكلة ومحتاجا لمزيد من التدخل الدوائي والعلاجي. ونصح براشا جميع الأسر بعدم إهمال علاج الحالات التي تشكو من الخوف، لاسيما فئة الأطفال التي كانت في الموقع، وعاشت كل تفاصيله وواقعه المؤلم، فقد تحتاج بعض الحالات إلى جلسات علاجية نفسية.