حث أطباء نفسيون وزارة الصحة وجهات الاختصاص، ضرورة تكوين فريق طبي مختص لدراسة وتأهيل وتشخيص الانعكاسات النفسية لأسر ضحايا السيول، والنساء منهم على وجه الخصوص، لافتين إلى أن أحداث وتداعيات الأمطار التي شهدتها جدة، الأربعاء الماضي، تعد الأسوا من النواحي النفسية والاجتماعية والمادية. وطالب الخبراء فرز كل حالة عن سواها كي يسهل العلاج والمداواة. استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، يلمح إلى أن أهم انعكاسات الحدث يتمثل في إصابة الإنسان بالتوتر والقلق، معللا ذلك برد الفعل الطبيعي الذي يستوجب في كثير من الحالات التدخل العلاجي عبر الجلسات والأدوية، وأضاف «الانعكاسات النفسية السالبة تتخلص في تذكر تفاصيل الحدث، لا سيما النساء اللائي سيمضين فترات من الكوابيس». وأكد الدكتور الحامد أن الألم النفسي لا يزول بسهولة؛ لأن الفرد يشعر بالخوف وشعور دائم بالقلق وتوتر وعدم الأمان وغياب الانتباه. لا يختلف رأي استشاري الطب النفسي، الدكتور سامي الحميدة، عن تحليل زميله الحامد، لكنه يضيف أن الانعكاسات النفسية المترتبة على الحالات المتضررة من أحداث جدة عديدة، منها حالة التوتر المصاحب لفقدان الرغبة في الأكل والعمل، خصوصا من أسر ضحايا الحادث. ويدعو الحميدة إلى ضرورة الانتباه للفئة الأكثر ضررا؛ لأنها في أمس الحاجة إلى التأهيل النفسي. ويرى أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا أن الحالة النفسية للإنسان تتأثر في الوهلة الأولى بالكوارث الطبيعية كرد فعل تستجيب له أعضاء الجسم، ويشكل ذلك بما يسمى (الصدمة) وهذه الفئة تحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي متكامل حتى يتمكنوا من تجاوز المأساة. ويشدد براشا على ضرورة تكوين فريق طبي نفسي تتولى دراسة الحالات الاكثر تضررا.