رأى الأطباء النفسيون، أن تطبيق منظومة «ساهر» يمثل انعكاسا إيجابيا في ضبط الكثير من السلوكيات السلبية التي قد يمارسها بعض الشباب في الشارع منها السرعة الجنونية وقطع الإشارة، وفي نفس الوقت يمثل هاجسا نفسيا للأفراد الذين يخشون الوقوع في مصيدة فلاشات «ساهر». رد فعل طبيعي واعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور سامي أحمد الحميدة، أن الانعكاسات الإيجابية لنظام ساهر تفوق السلبيات، فانتشار خدماته في الميدان أسهم كثيرا في خفض نسب الحوادث المرورية، خصوصا الحوادث المؤلمة التي يذهب البعض فيها ضحية، بجانب انخفاض نسب التنويم في المستشفيات في أقسام العظام. وأضاف «إن هاجس الخوف من فلاشات ساهر هو رد فعل طبيعي لكل فرد يتعامل بمركبته في الميدان، تحسبا من تجاوز السرعة المحددة ومن ثم ورود المخالفة على جواله، ولكن المشكلة التي قد يرتكبها البعض هي تجاوز السرعة المحددة وعند مشاهدته سيارة ساهر يرتبك ويحاول تهدئه السيارة بطريقة مفاجئة مما قد يعرضه لارتكاب حادث مروري غير متوقع». وألمح الدكتور الحميدة إلى أن 70 في المائة من السائقين قد يعيشون حالة من الترقب والخوف من تجاوز السرعة، لا سيما وأن السرعة في بعض الشوارع الرئيسية تتغير تدريجيا وهو ما يجعل الفرد فريسة سهلة للوقوع في فخ «ساهر»، ومن هنا فإن الفرد يحتاج إلى مزيد من الوقت ليتأقلم مع السرعات المحددة في الشوارع. وطالب الحميدة بحملة توعوية للنظام، ومعالجة كل أوجه السلبيات الموجودة والتي يتداولها المجتمع وأهمها مضاعفة المخالفات. حملة توعوية ولم يختلف رأي استشاري الطب النفسي الدكتور أبو بكر باناعمة عن رأي الدكتور الحميدة فيقول: يحتاج الفرد إلى المزيد من الوقت حتى يتأقلم مع النظام المروري الجديد، خصوصا أنه اعتاد على التعامل مع الطرق وفق سرعات تحكمها سلوكيات الفرد بمعنى أن البعض قد يقود مركبته بسرعة جنونية، والبعض الآخر قد يتجاوز بعض السرعات المحددة، وبالتالي فإن إلزامه بالسرعة الجديدة في الطرقات يجعله يعيش في حالة خوف وترقب من ارتكاب مخالفة السرعة وإن كانت بسيطة. وأشار إلى أهمية وجود حملة توعوية تهيئ أفراد المجتمع وخصوصا فئة الشباب، لقطع كل الهواجس النفسية التي يتعرض لها السائقون جراء تجاوز السرعة دون قصد. خوف وترقب ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الآراء السابقة ويقول: للأسف الشديد تم تطبيق نظام «ساهر» قبل تنفيذ حملة توعوية لكافة شرائح المجتمع، وفوجئ المجتمع بوجود فلاشات في الشوارع تصطاد المسرعين وتستحصل منهم المخالفات المادية، وفئة أخرى فوجئت بمضاعفة المخالفات دون وجه حق وهو ما يشكل انعكاسا نفسيا سلبيا على السائقين. ودعا الدكتور براشا إلى إعادة النظر في أمر مضاعفة المخالفات، والسرعات المحددة في بعض الشوارع، ووضع إشارات تحذيرية في الشوارع تنبه بتغير السرعة. وخلص إلى القول إن إيجابيات النظام عديدة لا يمكن حصرها، ولكن غياب الحملة التوعوية التعريفية بالنظام أوجد بعض السلبيات التي نتمنى معالجتها قبل أن يفقد «ساهر» هيبته.