ارتفعت نداءات مواطني محافظة رفحاء القاطنين في جهتها الشرقية، مطالبين وزارة المياه بإيجاد حل سريع لبحيرة تصريف مياه محطة التحلية القريبة من ستة أحياء هي اليرموك والجميماء شمال شرق، الملز في الجهة الشمالية، المنطقة الصناعية جنوبا، القادسية والمحمدية غربا، وبينوا أن هذه البحيرة أصبحت كابوسا يهدد سكان هذه الأحياء بما ينبعث منها من روائح كريهة وما تسببه من كارثة بيئية. وبينوا أن حل هذه المشكلة أصبح حلما يصعب على أهالي رفحاء تفسيره، بعد سماعهم عن وعود بحلها منذ فترة ليست بالقصيرة، رغم ازدياد الزحف السكاني في اتجاهها، وأصبحت لا تبعد عن المساكن سوى أمتار قليلة جدا، مشيرين إلى أن المشكلة الأساسية في هذه البحيرة هي أحواض الترسيب. ومع مطالبة الأهالي بضرورة معالجة وضع هذه البحيرة، قال ل «عكاظ» رئيس بلدية المحافظة المهندس صالح الصغير «منحت البلدية فرع المياه في المحافظة قطعة أرض بعيدة عن العمران، لتكون مكانا للبحيرة»، مؤكدا أن البلدية تسعى جاهدة لتوفير كل ما فيه راحة المواطن، وتحرص على تنفيذ هذا المشروع. إلى ذلك، أكد مدير فرع المياه في منطقة الحدود الشمالية المهندس عافت حمدان الشراري أنه يجري تنفيذ بحيرات جديدة بديلة للبحيرة الحالية، وقال أجريت ترسية المرحلة الثانية للمشروع بقيمة 54 مليون ريال. مستنقع مائي خطر وأكد ل «عكاظ» عدد من المواطنين أن هذه البحيرة أصبحت عبارة عن مستنقع خطر يتكاثر حوله البعوض، وتنبعث منه روائح كريهة، ما ينذر بخطر كارثة بيئية. وقال فايز العنزي «تزداد معاناتنا سوءا عند التغيرات الجوية وهبوب الرياح في اتجاه الشرق، ما يؤدي لانبعاث الروائح الكريهة الصادرة من تلك البحيرة، ودخولها في منازلنا، ما يؤثر على صحتنا»، مضيفا أن هذه البحيرة أصبحت مرتعا للبعوض والبكتيريا الجالبة للأمراض. من جانبه، قال ضيف الله الشمري «أحيانا لا نستطيع الجلوس في الفناءات الواسعة أمام منازلنا، وتزداد معاناتنا مع ارتفاع درجة الحرارة، ما يؤدي لتبخر المياه وتسهيل انتقال الروائح وانتشارها في عدة جهات»، لافتا إلى أن بحيرات التبخير في رفحاء أنشئت لحفظ المياه غير الصالحة للاستخدام البشري والصناعي، كونها تحوي مواد كيميائية ضارة. وطالب عدد من مواطني المحافظة المسؤولين في وزارة المياه بسرعة التدخل لمعالجة هذه البحيرة الكبيرة والمكشوفة التي تزداد خطورتها مع تزايد العمران، خصوصا للأطفال عند لعبهم بالقرب منها غير مدركين لخطرها على حياتهم، مشيرين إلى أن هذه بؤرة تلوث في وسط المحافظة. وقال وافي الشمري «نعاني من قرب هذه البحيرة، ونخشى من عواقبها الصحية، ويرى الكثير من يعملون في المتاجرة في الأراضي والعقار أن وجود البحيرة أثر سلبا على أسعار الأراضي حولها»، وأضاف نتطلع لإنهاء مأساتنا مع البحيرة ليطيب لنا العيش في هذه المحافظة بعيدا عن أية أخطار صحية، لافتا إلى أنه يتوقع أن تقفز أسعار الأراضي بعد معالجة بحيرة الصرف. من جهته، قال المواطن أحمد الشمري «نحن في حي اليرموك نعاني وبشدة من الراوئح الكريهة الصادرة من هذه البحيرة».