أبدى عدد من المنتسبين للساحة الرياضية امتعاضهم من فترات التوقف التي مر بها الدوري السعودي منذ انطلاقته الموسم الحالي، إذ اضطر للتوقف ثلاث مرات، كانت الأولى قبل بداية الموسم، فيما الأخرى كانت خلال دورة الخليج، والأخيرة أثناء كأس آسيا. وبالرغم من استفادة الأندية من هذه الفترات في إقامة المعسكرات الداخلية والخارجية، إلا أن منسوبي الأندية أبدوا عدم رضاهم على فترة التوقف الأخيرة والتي امتدت ل 47 يوما، علاوة على ذلك فإن الإرهاق المالي والملل وعدم فعالية المباريات الودية في المعسكرات الداخلية والخارجية كانت نتائج هذه الفترة. رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري أوضح أن هذا التوقف الطويل له مضاره الكبيرة على معظم الأندية، خصوصا تلك التي بدأت الموسم بوتيرة فنية قوية وكانت في مقدمة الدوري بسبب انسجام اللاعبين في قالب فني واحد ومفهوم من قبل العناصر؛ لأن رتم هذه الأندية في تصاعد من مباراة إلى أخرى، وحينما تتوقف مبارياتها لشهر ونصف من المؤكد أن يتضرر الفريق فنيا، ونحن في الاتفاق وحرصا من إدارة النادي على الزحف نحو المراكز الأمامية قررنا إقامة معسكر في دبي، وهذا مكلف ماديا، ولكن حرصنا للحفاظ على رتم الفريق فنيا لكي يتمكن المدرب من وضع برنامج تدريبي ذي جدوى فنية عالية من خلال مباريات ودية وانضباط اللاعبين في التمارين الصباحية والمسائية. فيما يرى المدرب الوطني والناقد الرياضي على كميخ أن فترة التوقف في كأس آسيا كانت طويلة ومملة، فهناك فرق تضررت وأخرى استفادت من ذلك، ولكن الضرر كان يقع على الفرق الكبيرة التي جلبت لاعبين أجانب وأقامت معسكرات خارجية بمبالغ مالية ضخمة بدأت الدوري بقوة وحققت نتائج إيجابية ودخلت في أجواء تنافسية على البطولة، وأصبحت هذه الفرق الآن تدخل أجواء إعداد جيدة، ولكنها فترة إعداد ضعيفة بعكس فترة الإعداد التي سبقت انطلاقة الموسم، حيث لاحظت أن الفرق التي أقامت معسكرات خارجية في مصر ودبي والكويت استطاعت أن تكسب جميع المباريات الودية، ويبدو أن الفرق التي تواجهها الفرق السعودية أقل منها مستوى وليست من أقوى الفرق في بلدانها، موضحا أن معسكر النصر الذي أقيم أخيرا في الكويت لم يكن ذا فائدة فعالة، لأنه خاض مباراتين أمام الشباب والعربي، وصاحب المباراتين حالات توقف أثناء المجريات، مما أثر على الاستفادة الفنية منهما، ولكن هناك فرق استفادت من فترة التوقف، خصوصا التي كانت متعثرة في نتائجها، حيث جلبت مدربين ولاعبين أجانب، ومثلت الفترة فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق. في حين بين المدرب الوطني بندر الجعيثن أن التوقف الطويل يخل بالمعايير الفنية، خصوصا أثناء الموسم؛ لأن كل فريق مطالب بترتيب أوراقه من جديد، بالإضافة إلى إرهاق خزينة الأندية بالصرف على معسكرات خارجية إضافية بعكس المعسكرات التي سبقت الموسم، ولكن في النهاية الأندية أمام مأزق حقيقي وخيار وحيد، وهو إخضاع اللاعبين لفترة إعداد جديدة داخليا أو خارجيا، فالفرق التي تمتلك المال أقامت معسكرا خارجيا، وفرق أخرى فضلت المعسكر الداخلي، وقد لاحظت ضعفا واضحا للمباريات الودية التي خاضتها الأندية، سواء في الداخل أو في الخارج. ويشير المدرب الوطني والناقد الرياضي عبدالرحمن الحمدان إلى أن التوقف الطويل بهذه المدة شهر ونصف يكبد الأندية أموالا طائلة من أجل المحافظة على مستوى لاعبيها، والمعسكر الخارجي خيار كان مرا لبعض الفرق لكي تخضع اللاعبين إلى تمارين صباحية ومسائية وإجراء مباريات ودية وانتظام في التمارين والنوم والأكل بنظام، وأعتقد أن معسكر أنديتنا في فترة التوقف في أمم آسيا كان ضعيفا بعكس فترة الاستعداد الذي سبق انطلاقة الموسم، ولكن الفرق التي كانت متعثرة في الدوري كان التوقف بالنسبة لها استراحة محارب من أجل صياغة خطوط فريقها وتدوير مراكز لاعبيها والتغلب على السلبيات الفنية التي صاحبت المباريات التي خاضتها في مستهل الموسم. وأوضح خالد جيزاني المستشار الفني لفريق الوحدة أن فريقه استفاد من معسكر مصر لكي يطلع المدرب المصري مختار علي مختار الذي تعاقدت معه الإدارة مع بداية التوقف خلفا للفرنسي جولانج على إمكانيات اللاعبين، ويعرف نقاط القوة والضعف واحتياجات الفريق مستقبلا من اللاعبين الأجانب والمحليين ومعالجة بعض اللاعبين المصابين، فقد صححنا بعض الأمور الخاطئة التي صاحبت انطلاقة الموسم، فالتوقف بالنسبة لفريق الوحدة كان وقفة للملمة الأوراق وترتيبها من جديد.