انتقد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور عبدالكريم الخضير من يشنعون الدعاء على الكفار، موضحا أن الأحاديث النبوية جاءت صريحة في الدعاء على عموم الكفار. واستنكر ذلك في فتوى على موقعه الرسمي قائلا «ممن ينتسب إلى العلم في هذه الأوقات يقول: لا تدع على الكفار ادع لهم بالهداية ولا تقل: يذل فيه أهل المعصية»، مشيرا إلى جواز ذلك حتى على المسلمين المقيمين على المعصية بالإذلال مع رجاء الهداية لهم. واستدل الخضير بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر؛ ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا) أو (حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا)، معتبرا أن في هذه الأحاديث دلالة صريحة على الدعاء عليهم بالهلاك وبالعذاب. وذكر عضو هيئة كبار العلماء «نحن مأمورون بأن ندعو لأنفسنا ولأولادنا، وللمؤمنين على جهة العموم، كما أننا ندعو على الكفار على جهة العموم، ومشيئة الله نافذة». واستشهد الخضير بالآية الكريمة التي نزلت عقب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على مشركين بعينهم (ليس لك من الأمر شيء)، موضحا أن «من أراد الله هدايته؛ يستثنى من هذه الدعوة كونا، ونحن مأمورون بأن ندور مع الإرادة الشرعية، لا مع الإرادة القدرية». لكن عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح الفوزان أوضح أن «المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو عليهم خص المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار». وهنا يوضح عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي أن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين والكفار آنذاك كان لظروف معينة ونسخ هذا الأمر بنهي الله له عن ذلك. ونبه الحكمي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أولئك المشركين بسبب خيانتهم وغدرهم وفعلهم الشنيع ثم أمر بالترك، مؤكدا أن المواقف الخاصة «لا يستدل بها على جواز الدعاء على الكفار بالهلاك والويل والثبور ولا ينبغي للمسلم التعميم في ذلك». ونفى أن تكون الأدلة الشرعية جاءت بجواز الدعاء على عموم اليهود والنصارى والمشركين، مستدركا «لا بأس أن يدعى على من آذى المسلمين بسبب ما فعله». وذكر الحكمي أن هذا منهج الرسل جميعا، مشيرا إلى أن النبي نوح عليه السلام اعتبر دعاءه على قومه خطيئة وذلك في حديث الشفاعة الشهير.