«هذا حراج..لا دعاء قنوت..وتضرع إلى الله «بهذه الكلمات وصف أحد طلبة العلم ما يقوم به بعض أئمة المساجد في «دعاء القنوت»، وقال عبدالعزيز المقحم: إن الإمام يجب أن يقتدي بما ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في دعاء القنوت، في العشر الأواخر، ولا يدخل الأهواء ولا يأتي بما لم يرد عن رسول الله، ولا يطيل أكثر من اللازم، ولا يستخدم السجع، ولا التكرار في الدعاء»، أما حسان موسى «عضو مجلس الإفتاء الأوروبي، ورئيس اللجنة الإسلامية لنصرة الرسول في السويد، فقال: إن وزيرة الخارجية السويدية قالت له: إنه لو تم ترجمة بعض الأدعية التي يقول بها «بعض» الأئمة للأوربيين لأفزعتهم، مشيرًا إلى الدعاء بتيتيم الأطفال وترميل النساء والهلاك والقتل وما إلى ذلك، في الوقت الذي طالبت فيه وزارة وزارة الشؤون الإسلامية أئمة الجوامع والمساجد في جميع مناطق المملكة، الالتزام بالضوابط الشرعية في دعاء القنوت، والدعاء بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحصر «المكتب العلمي» للوزارة 56 دعاءً وردت في كتاب الله وسنة رسوله في دعاء القنوت، منها 18 دعاءً قرآنيًا، والباقي من السنة، مطالبة الأئمة والخطباء الالتزام بها، وحذرت الوزارة الأئمة من الاعتداء في الدعاء ومناقضة حكمة الله تعالى، والدعاء بأدعية مخالفة كقول بعضهم: «يا من لا تغيره الحوادث»، «يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يخشى الدوائر» وقالت: إن هذا سجاع غير وارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك الأدعية المخالفة التي يقع فيها بعض الأئمة في القنوت «تعميم الدعاء بالهلاك على اليهود والنصارى والكفار بعامة» وأن يدعى على المعتدين منهم، وقالت التوجيهات: «إن الدعاء على اليهود والنصارى جميعًا بالهلاك والاستئصال فانه لا يجوز شرعًا، وهو من الاعتداء في الدعاء، لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ولم يؤثر عن أحد من أئمة السلف أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود والنصارى، إنما يدعو بالدعاء الخاص لمن حارب، ولمن آذى المؤمنين. ومن الأدعية المخالفة تحويل دعاء القنوت إلى غير المقصود منه، كذكر أحوال الموت عند الموت وبعده،أو ذكر أحوال المسلمين وفعل الكفار بهم، والدعاء بسفك دمائهم وترميل نسائهم، واستباحة أرضهم، وكذلك سؤال المرء الله تعجيل العقوبة في الدنيا، والدعاء بإثم أو قطيعة رحم، ومن التوجيهات عدم رفع الصوت في القراءة والدعاء، لأن رفع الصوت يؤذي الغير. ولكن لماذا يخالف بعض الأئمة في دعاء القنوت؟ ولماذا لم يردع المخالفون؟ ولماذا لا يحذرون؟ وإلى متى تستمر الأدعية المخالفة لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- تنطلق من مكبرات الصوت في بعض المساجد؟ وتداخل الأصوات وقد أكد المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على ضرورة أن يقتصر دعاء القنوت على الوارد من الكتاب والسنة والحرص على عدم الإطالة على المصلين، لأن فيهم الضعيف والمريض والمحتاج مطالبًا الأئمة ب «الاعتدال في الدعاء في القنوت، أن لا يحدث تكدير على الآخرين، وأن لا تتدخل أصوات مكبرات الصوت بين المساجد حتى لا تضطرب الأصوات، وطالب بعدم الإطالة في الدعاء فتكون صلاة «البعض» قصيرة ثم يطيل في الدعاء أكثر من وقت الصلاة. جوامع الدعاء وطالب الداعية صالح المغامسي الأئمة بالدعاء دون إطالة عن اللازم، وبلا تكلف ومن غير تفصيلات لا يحتاج إليها المرء، إنما يختار الإمام جوامع الدعاء، وما يقوله في الليلة يأتي بغيره غدًا حتى يبعد عن الناس الملل والسأم من التكرار، وأن يراعي السنة في الدعاء ويلتزم بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأضاف قائلا: إن قضية أن الإنسان كلما مر على آية جهنم أو آية ذكرت فيها النار صرخ فيها وعول، وحاول أن يبحث عن البكاء، بطريقة كهذه لا يأتي، لكن لا بد أن تستقر في القلوب عظمة الله، فإذا استقرت في القلب عظمة الله تأتي الأشياء الكثيرة. حراج..وزعيق وقال عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم الأستاذ في كلية المعلمين بالرياض: إن الإمام لا بد أن يلتزم في دعاء القنوت بما ورد عن رسول الله، وما جاء في كتاب الله، فالمسلم مطالب بالدعاء في صلاته وقيامه وركوعه وسجوده، ولكن ما يحدث خاصة في دعاء القنوت في العشر الأواخر، وجدنا بعض الأئمة يخرجون بالدعاء ويأتون بأدعية لم ترد لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، وهناك من يطيل في الدعاء بشكل مبالغ فيه يتجاوز وقت الصلاة أو يزيد، وهناك من يستخدم السجع والتكرار في الدعاء، بل إننا نجد بعض الأئمة هدانا الله وإياهم يقلبون الدعاء إلى ما يشبه الحراج، وتتداخل أصوات الميكرفونات، ويخرج الأمر عن حده فلا تجد المصلي في مسجده يركز مع الإمام الذي يتبعه في الصلاة، بسبب الميكرفونات والأصوات الآتية من مساجد قريبة. أهم من التلاوة ويحذر الداعية محمد بن إبراهيم السبر من ظاهرة أن بعض الأئمة في صلاة التراويح يعطون الدعاء والزيادة والطالة فيه أكثر ممن يعطون الاهتمام بتلاوة القرآن، والصلاة من ركوع وسجود وطمأنينة، وقال: إن على الإمام أن يعطي الصلاة حقها في الركوع والسجود وتلاوة القرآن، فلا نجد من يسرع في الصلاة ويقرأ آيات قصيرة في الركعات حتى إذا جاء الدعاء زاد وطول، بل كان الدعاء أطول من وقت الصلاة وهذا أمر خطير وعلى الأئمة الذين يقعون في ذلك أن يتقوا الله عز وجل في صلاتهم. وأشار إلى ظاهرة أخرى وهي أن البعض من الناس يتكاسلون في صلاة التراويح أو التهجد وترى البعض منهم جالسًا وإذا بدأ الإمام في الدعاء قاموا ووقفوا، فكيف للمرء أن يفرط في الصلاة ويأتي على الدعاء، كما أشار إلى ظاهرة أخرى خطيرة يقع فيها بعض الدعاة وهي إنهم يتركون الأدعية الواردة في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتون ب«الجمل الشاردة»وهذه مشكلة كبرى كيف يتركون الآيات الواردة في الدعاء وما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعون بجمل شاردة لا اصل لها. وأضاف أن ما ورد في شأن الدعاء في القنوت عن رسول الله لا تتجاوز دقائق إذا دعا بها الإمام في صلاته، ولكن هناك من ينساق وراء رغبات المصلين في الإطالة في الدعاء والإكثار من الأدعية، حتى إننا إذا وجدنا احد الأئمة في صلاة التراويح ترك دعاء القنوت هم الكثيرون بمعاتبته، ومراجعته ومنهم من يأخذ عليه ذلك وكأنه ترك ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة. الالتزام بما ورد ومن جانبه حذر الداعية عبدربه الحكمي من الإطالة أكثر من اللازم في الدعاء، وقال: علينا أن نعرف أن من بين المصلين الضعيف والمريض وكبار السن، إننا مطالبون بالالتزام في أمورنا التعبدية بما ورد عن رسول الله وما جاء في كتاب الله، ولا نحدث شيئًا في أمر العبادات من عندنا فيرد إلينا، وأكد الحكمي أن توجيهات كبار العلماء بشان الدعاء في القنوت واضحة، وقد قامت وزارة الشؤون الإسلامية بجمع الأدعية الواردة في كتاب الله وسنة رسول الله وعن السلف الصالح وزودت بها الأئمة والخطباء، مضيفًا أنه للأسف الشديد نجد من يستمر في خطئه ويتجاوز وهو أمر غير مقبول، لأن الإمام يتبع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ولا يبتدع شيء من عنده ------------------------------------------------------------------------ دعاة القنوت لا يزيد عن خمس دقائق..والدعاء باستئصال جميع اليهود والنصارى واستباحة دمائهم لا يجوز دعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الأئمة والدعاة الذين يقومون بإمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، إلى عدم الإطالة في دعاء القنوت، وأن يخصص الدعاء، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، للإصلاح ويكون بالإجماع ولا يخصص، وأن لا يزيد عن خمس دقائق. وقالت الوزارة في توجيهاتها: إن التطويل في دعاء القنوت ليس من السنة، بل إنه يذهب الخشوع في الصلاة، وحذرت من السجع في الدعاء والتكلف والتكرار، وتلاوته مثل قراءة القرآن الكريم. كما نبهت إلى عدم التقليد، بأن يقلد بعضهم البعض في دعاء القنوت، وطالبت الوزارة جميع الأئمة والدعاة بإخلاص النية، والالتزام بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحددت الوزارة اثنى عشر مرتكزًا لآداب الدعاة في القنوت، وطالبت الأئمة الالتزام بها، ومن هذه الشروط: استشعار الدعاة في العبادة، والاجتهاد وتصحيح النية، واستحضار الإمام قلبه، وأن يدعو بابتهال وتضرع، وتجنب ما يحدثه رفع الصوت، والجهر الشديد والصياح، حتى لا يقع الإمام في الغلو والرياء، ومن مداخل الخطأ عند بعض الأئمة في المساجد تقليد بعضهم البعض، وحرص بعضهم أن يدعو بما يدعو به غيره، دون النظر في صحة الدعاء، أو بحث عما هو أولى منه أو أحرى. وأكدت الوزارة في توجيهاتها على ضرورة اتباع الإمام لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واقتفاء آثار حملة الوحي من الصحابة ومن اتبعهم. وأكدت التوجيهات على أهمية استفتاح دعاء القنوت في ختام صلاة التهجد بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتحري جوامع الدعاء وترك التكلف والتفصيل، وعدم السجع لما فيه من منافاة للخشوع في الدعاء، وأن يدعو الإمام إلى الله عز وجل بلسان والذل لا بلسان التقعر والتكلف وتجنب الزيادة والإطالة التي تشق على الناس، وأن يكون ظاهر دعاء القنوت الإجمال وعدم التطويل، وهو ما كان يفعله العلماء الكبار المقتفين للسنة، أما التطويل في دعاء القنوت فهو من المحدثات وليس من السنة. وطالب الوزارة من الأئمة بالإلحاح في الدعاء والتضرع والصدق، وتكرار بعض الأدعية ثلاثًا، وعدم استبطان الإجابة، ويجوز رفع اليدين في الدعاء، والمشروع في الدعاء لا عدوان فيه، والعدوان قد يكون من كثرة الألفاظ أو كثرة المعاني. وقالت الوزارة: إن التعميم في الدعاء بالهلاك على اليهود والنصارى خطأ، فيجب الدعاء على المعتدين فقط أما تعميم الدعاء بهلاك اليهود والنصارى والكفار عامة مخالفة لما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما أكدت عليه اللجنة الدائمة للإفتاء بقولها: «إن الدعاء بفناء كل الكفار، اعتداء في الدعاء، لأن الله قدر وجودهم وبقائهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد» ومن ثم الدعاء على اليهود والنصارى جميعًا بالاستئصال لا يجوز شرعًا.