حينما فتحت حقيبة ابني وأطلعت على تلك المناهج التي تحتويها حقيبته، والتي صبغت بصبغة التطوير، فرحت كثيرا لهذا الإنجاز العملاق في مجال التربية والتعليم، فهي مناهج قيمة تحتوي على العديد من المعارف، والمهارات والطرائق التعليمية التعلمية الحديثة، ولعلنا ندرك أن هذه المناهج الجديدة لن تؤتي أكلها وتؤدي الغرض الذي وضعت من أجله، إلا أن يقوم المحرك الرئيس للعملية التعليمية بالإعداد الجيد لهذه الدروس الحديثة التي تضمنتها المناهج الجديدة، من أجل تحقيق أهداف هذه المنظومة التعليمية الجديدة، ولعل من الخطأ أن يلجأ المعلم إلى التحاضير الجاهزة والتي تباع في المكتبات والتي يقوم بإعدادها أشخاص لا يمتون للتربية والتعليم بصلة، هدفهم من ذلك التكسب من وراء هذه التحاضير الرديئة في مضمونها. ولو لم يكن في هذه التحاضير سوى تعليب العقول لكفى بها خطرا على العملية التعليمية، ولعل الحجة في ذلك أن التحضير الذهني كاف عن التحضير الكتابي، فهل غاب عن ذهن المعلم أن العلاقة بين التحضير الكتابي والتحضير الذهني علاقة طردية، فنجاح الأول نجاح للثاني؟!!. أولم يدرك المعلم أن في التحضير الذي يقوم بإعداده بنفسه ويصيغ أهدافه وفق متطلبات المناهج المطورة، اكتشاف لعيوب هذه المناهج ومحاسنها والتي مازالت تحت التجريب، من أجل تعزيز المحاسن وتلافي العيوب، ليكون له دور فاعل في مجال التطوير الذي تشهده مناهجنا الدراسية. محمد حمدي السناني المدينةالمنورة باحث في التربية