تعج القنوات الفضائية بالكثير من البرامج المخصصة للشعر الشعبي، في زمن شهد هذا اللون الأصيل ثورة كبيرة أسهمت فيها المسابقات الشعرية وتعدد قنوات النقل الإلكتروني والفضائي، فضلا عن الصحافة والإذاعة التي كانت وما زالت تتابع حركة الساحة الشعبية ومستجداتها من خلال تغطياتها المستمرة. الشعراء اختلفوا حول هذه البرامج ومدى فائدتها للشعر والشعراء، فمنهم من يرى بأنها تفتقر للإعداد الجيد، ومنهم من يرى أن القائمين عليها أبعد ما يكونون عن الشعر وفنونه مما أضعف تلك البرامج وجعلها تظهر بشكل ضعيف في كثير من الأحيان، بينما يرى آخرون بأن كثرة البرامج والمسابقات الشعرية أسهمت في تكريس الشعر الشعبي في ذاكرة المتلقي وفتحت آفاقا واسعة لانتشار هذا اللون الأصيل في كافة الأقطار العربية. الشاعر حسين بن فهد القحطاني، أشار إلى كثرة البرامج الفضائية وكثرة المنتديات الشعرية، مبينا أن الأمر تجاوز ذلك إلى تأسيس قنوات فضائية تهتم بالشعر؛ نظرا لجماهيريته، ولفت القحطاني إلى أن تلك القنوات والبرامج على كثرتها لم تخدم الشعر بالشكل المطلوب. وأضاف حسين القحطاني «كانت الفضائيات في السابق تخصص برامج قليلة للشعر الشعبي، ولكن رغم ندرة تلك البرامج، إلا أنها استطاعت أن تقدم الوجه المشرق للشعر الشعبي». وزاد القحطاني «هذا يعود من وجهة نظري إلى اختيار القنوات في السابق لأسماء لها تجاربها في هذا المجال لتقديم تلك البرامج، بعيدا عما نراه اليوم من الزج بأسماء ليست لها علاقة بالشعر والشعراء، ووضعها على منابر الشعر الشعبي لتأخير الشعر لا لتقديمه». ورأى الشاعر عبدالله عطية الحارثي أن كثرة البرامج تؤدي بالمشاهد لمرحلة الملل من الشعر والشعراء، وتسهم في اقتران الغث بالسمين وهذا يفسد الذائقة». ودعا الحارثي إلى ضرورة الاهتمام بمثل تلك البرامج للخروج بمنتج إعلامي يحمل قيمة أدبية ويقدم للمشاهد ما يستحق احترامه». من جهة أخرى، رأى الشاعر عبد المحسن نوار أن كثرة البرامج والقنوات الشعبية تصب في صالح الشعر، وقال: «مهما اختلفنا حول تلك القنوات فإننا لا ننكر ما قدمته للشعر من فوائد أبرزها توصيله إلى أناس يجهلون فنيات وجماليات هذا الأدب الأصيل». واستطرد نوار «أنا لست مع تقليص تلك المنابر الشعرية ولكني مع ضرورة الاهتمام بها». ودعا نوار القائمين على تلك القنوات إلى الحرص على اختيار ذوي الخبرة في هذا المجال، مبينا أن الساحة تعج بالكثير من الأسماء المميزة إعلاميا وشعريا. وفي سياق متصل، ذهب الشاعر عبدالله الطفيلي إلى ما ذهب له زميله الشاعر عبدالمحسن نوار، ولفت الطفيلي إلى أن تلك القنوات من خلال برامجها ومسابقاتها الشعرية استطاعت أن تفتح نافذة يطل من خلالها مشاهدو الشاشة الفضية على جماليات الشعر الشعبي الذي أصبح الشعراء يقدمونه بمضامين مختلفة تكتنز بالثقافة وتكتب بحرفية عالية.