تعددت المنابر الإعلامية المهتمة بالموروث الشعبي في السنوات الأخيرة، بعد أن كان ولسنوات عدة رهين اهتمام الصفحات الشعبية، ومع ثورة التقنية ظهرت العديد من المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية المتخصصة في الشأن الشعبي، مما جعل الصفحات الشعبية تدخل معتركا تنافسيا جديدا مع تلك المنابر الجديدة. وحول ذلك التنافس وكيف ينظر له الشعراء، أوضح الشاعر عبد الله عطية الحارثي أن لكل منبر مميزاته التي تميزه في الوسط الإعلامي من حيث التعامل مع الموروث، وأشار إلى أن الساحة تتسع للإعلام بكافة أشكالة ولايمكن لمنبر إعلامي أن يلغي منبرا آخر، واستطرد قائلا: عندما جاءت الإذاعة ظهرت أصوات كثيرة تقول بأنها ستلغي الصحف الورقية، وعندما ظهر التلفزيون علت الأصوات ذاتها مؤكدة أنه سيلغي الإذاعة ولكن الوقت مضى ومضت المنابر الثلاثة متجاورة دون أن يختفى أي منها وهذا دليل أن الساحة تتسع لكافة أشكال الإعلام، ولا شك أن الإنترنت بحداثتها قادرة على أن تتجاور مع تلك المنابر بشكل إيجابي. ومن جهة أخرى قال الشاعر مطر الروقي: إن الصفحات الشعبية مازالت تستهوي الشعراء لما لها من مصداقية لدى القراء، وأضاف: الصفحات الشعبية ترتكز على تجربة طويلة وممتدة وتتميز باحترافية من حيث تناولها ومعالجتها للأحداث، ورغم أهمية الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية التي بدأت في السنوات الأخيرة تشكل حضورا قويا للشاعر إلا أن الشعراء ما زالو يتواصلون مع الصفحات الشعبية ويعتبرونها المنبر الأكثر توثيقا ومصداقية لتجاربهم الشعرية. وأكد الشاعر عبد الله الطفيلي أنه حريص على التواجد في جميع المنابر الإعلامية بإختلافها، مشيرا إلى أن لكل منبر متابعيه وطريقته في الطرح، وقال إن ردود الأفعال تختلف من قناة إلى قناة مشددا في الوقت ذاته على أهمية صفحات الشعر الشعبي في دعم جميع المنابر الأخرى إعلاميا وشعريا، وبين في الوقت ذاته أن الإنترنت والفضائيات استفادا من تجربة الصحافة الشعبية واستطاعا المضي قدما بالتجربة الشعبية.