يعتقد المتقاعدون أن الأرض تضيق بما رحبت بعد أن تنتهي فترة خدمتهم، وقلة منهم من يبحثون عن ذاتهم خارج سرب الحياة الوظيفية، فيستثمرون ما تبقى من العمر في مشروع فكري ناجح. يسافر إبراهيم موسى بشير معافا (55 عاما) المحال للتقاعد بعد خدمته في مجال التعليم لأكثر من 31 عاماً، ضارباً في الأرض يبحث عن آثار بلاده وما يميز سياحة مناطق المملكة من أقصاها إلى أقصاها. بدأت رحلة بشير الأثرية والسياحية في مختلف المناطق خاصة الجبلية منها، باحثاً عن المتعة والتأمل في مناظرها الخلابة وآثارها التاريخية؛ لأنه عاشق قديم تغلغل في أوردته منذ الصغر على حد وصفه. ولد إبراهيم في محافظة ضمد التابعة لمنطقة جازان في عام 1379ه، وأنهى مراحل التعليم العام الثلاث في مسقط رأسه، والتحق بمعهد إعداد المعلمين في جازان حتى تخرج منه عام 1399ه. وعين إبراهيم موسى مدرسا في أواخر العام الذي تخرج فيه حيث التحق بمدرسة قايم البصة ومكث فيها أربع سنوات، لينتقل إلى مدرسة العزة في بني مالك الدير لعامين، لتستقر الرحلة به في مدرسة الخالدية الابتدائية في ضمد التي مكث فيها حتى أحيل إلى التقاعد بعد خدمة تعليمية تجاوزت 31 عاما. وحصل إبراهيم خلال فترة عمله على العديد من الدورات في مجال عمله، كما حصل على شهادات الشكر والتقدير والدروع على امتيازه وتفانيه في أدائه الوظيفي خاصة أنه تميز بقدرته العالية في استقبال الطلاب المستجدين في كل عام، كما شارك في العديد من البرامج والمسابقات واللقاءات التربوية. يقول عن تجربة أسفاره «عشقت في القصص شخصيات ماجلان والسندباد التي تأثرت بها كثيراً، ودفعتني نحو البحث عن أسرار الأرض، فتكوينات الجبال فن كلما أمعنا النظر فيها اكتشفنا دقة وجمال الخالق في صنعه». ويضيف التزم ببرنامج زمني محدد أستطلع من خلاله الآثار والمواقع السياحية، فقد قررت أن أخصص ما تبقى من العمر للأسفار والتنقل بين مناطق المملكة، وسأوثق من خلالها كل ما تشاهده عيني ويلامس الوجدان.