لم يترك المعلم المتقاعد أحمد محمد سيد حبيبي، لنفسه فرصة للراحة بعد تقاعده من عمله في مجال التدريس طوال 27 عاما، أمضاها في العمل معلما ومربيا ومتنقلا بين المناطق الجبلية، حتى استقر به المقام في المدرسة الخالدية في ضمد. وفور حصوله على التقاعد، اختار حبيبي المشاركة في الأعمال الخيرية، حيث رشح مديرا للجمعية الخيرية في ضمد، ومشرفا على تشييد مساكن المحتاجين والفقراء مواصلا ليله بنهاره في قضاء حاجة المحتاجين في ضمد وقراها. ولد أحمد حبيبي في العام 1378ه في محافظة ضمد، وبدأ دراسته المرحلة الابتدائية في مدرسة الملك فيصل، وأكمل بعدها المرحلتين المتوسطة والثانوية، ثم التحق بكلية إعداد المعلمين وتخرج منها في العام 1403ه، وبدأ بعدها عمله في مجال التدريس. بدأت رحلته في مهنة التعليم في المناطق الجبلية، حيث عين معلما في مدرسة العدوين في فيفاء، ثم انتقل بطلب من إدارة التعليم في صبيا إلى المدرسة الخالدية لسد حاجتها في حينها لمدرس لمادة العلوم التي كان «حبيبي» يتفنن في تعليمها، بتحضير الوسائل والبطاقات والمجسمات، واستمر بالعمل في هذه المدرسة حتى أحيل للتقاعد في الثاني من محرم 1431ه. اجتاز «حبيبي» العديد من الدورات الخارجية والداخلية في مجال تخصصه، وله العديد من المشاركات في البرامج واللقاءات التربوية والتعليمية، حاز على شهادة شكر وتقدير من وزارة التربية والتعليم على إنجازه فيلما مصورا عن البيئة الملوثة والبيئة الصحية مقدما بصوته، كما حاز شهادات شكر وتقدير من مدرسته في مجال عمله. تفرغ بعد تقاعده للعمل في عضوية مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في ضمد، ثم رئيسا للجنة لتحسين مساكن الفقراء والمحتاجين، ثم مديرا مكلفا للجمعية نفسها، كما أنه مشارك فعال في تجهيز الموتى، وتوفير ما تحتاجه المقابر من التزامات. يعيش «حبيبي» الآن في سعادة كاملة، وهو يشاهد من طلابه المشايخ وأئمة وخطباء الجوامع، وكذلك من يحمل شهادة الدكتوراة، أو يتقلدون المناصب لخدمة الوطن في مجالات متنوعة.