غالبية من تكون لهم حاجة أو مصلحة تلزمهم بمراجعة الإدارات الحكومية يتبرمون من التسويف والتأخير في قضاء حوائجهم ، أو العمل على تحقيق ما تتطلبه مصلحتهم حتى وإن كانت مصلحة عامة .. هذا رغم الأوامر والتعليمات السامية التي صدرت وفي أكثر من مناسبة بعدم تعطيل مصالح المواطنين وسرعة إنجاز معاملاتهم !! ولقد كشف تقرير لهيئة الرقابة والتحقيق سر ذلك فيما رصدته من أسباب ذلك ويتمثل في عدم انتظام موظفي الأجهزة الحكومية في الدوام والعمل، وتخلف عدد ليس بالقليل عن الحضور وكثرة عدد الذين يتأخرون عن الحضور من الموظفات والموظفين. إذ جاء فيما نشرته «عكاظ» في عدد يوم الخميس الماضي 13/6/1431ه : أن هيئة الرقابة والتحقيق رفعت إلى المقام السامي نتائج رصد ميداني حول انتظام موظفي الأجهزة الحكومية في الدوام والعمل. وتكشف «عكاظ» عما تضمنه الرصد من نتائج سلبية إذ تقول : إن فريق الهيئة وخلال 13643 جولة وجد أن 92.3 في المائة من موظفي 28 وزارة وجهة حكومية غير منتظمين، إذ أثبتت المراقبة تخلف 6863 موظفة وموظفا عن الحضور وتسجيل حالات التأخر والغياب. ثم تضيف «عكاظ» : أنه فضلا عن ذلك فقد سجلت الجولات الرقابية 17 مخالفة في الأجهزة الحكومية محل الرصد ، وصفها تقرير هيئة الرقابة والتحقيق بأنها «ظواهر سلبية» ومن أبرز هذه الظواهر التأخير في إنجاز القضايا والمعاملات، والتراخي في تطبيق لوائح الخدمة المدنية بشأن عدم استحقاق الموظف راتبا عن أيام غيابه وتأديبه في حال التكرار . وبالطبع فإنه من أمن العقوبة أساء الأدب، لكن المهم والذي يجب أن نتفهمه، هو السبب وراء ذلك ؟ وهل منحنا الموظف استحقاقه ووفرنا له ما يمكنه من أداء عمله بارتياح، وهذا يعيدني إلى ما أشار إليه المستشار أحمد عبد العزيز الحمدان فيما كتبت يوم الأربعاء 12/6/1431ه : من أنه لابد من تغيير نظام الخدمة المدنية .. لماذا نجد أن موظفي أرامكو متميزون ؟ لأن الشركة قامت بتأمين السكن والعلاج وتعليم الأبناء، كما أن الإجازة السنوية منظمة، وهناك مقابل مادي للوقت الإضافي، أما أن تطلب من موظف الحكومة العادي الذي لا يملك سكنا ولا حتى سيارة توصله للمكتب أن يعمل مثل موظفي أرامكو فهذا غير طبيعي. !! وقد علق على هذا الرأي المهندس مسلط بن ربيعان من شركة أرامكو في جدة فيما نشرت يوم الخميس الماضي 20/6/1431ه بقوله : موظفو أرامكو متميزون ليس فقط لأن الشركة قامت بتأمين السكن والعلاج ، وإنما السبب يكمن في الأنظمة المطورة التي تطبقها الشركة في مختلف إداراتها مما يشعر الموظف براحة تامة وتجعله يستمتع بأداء عمله بعيدا عن البيروقراطية والتعقيد حيث إنه يقال إن دوام أرامكو لا ينتهي عندما ينتهي وقت الدوام بل ينتهي بإنجاز المهمة التي تطلب من الموظف في ذلك اليوم، وهذا هو سر التميز . لذا فإنني مع هيئة الرقابة والتحقيق فيما أوضحته من سلبيات ، ولكني في الوقت نفسه أسأل وزارة الخدمة المدنية : ماذا وفرت للموظف من حقوق ؟! لقد مضى زمن طويل وطويل جدا والرواتب على حالها، في الوقت الذي أصبحت جدة والرياض من أغلى المدن السعودية بدليل ما تضمنه تقرير مؤسسة النقد المنشور يوم السبت 15/6/1431ه ، وشاهد آخر هو سعر قرص العيش الذي أصبح بريال، في الوقت الذي كان فيه سعر العشرة أقراص بريال واحد يوم وضع النظام الذي أكل عليه الدهر وشرب.. كما كان إيجار الشقة اللوكس ذات الغرف المتعددة والواسعة في السنة بخمسة آلاف ريال في العام وأصبح اليوم إيجار الشقة العادية يتراوح بين ستين ألف ومائة ألف ريال ويادوب تكفي الزوجة والزوج. وأعود ثانية لتقرير هيئة الرقابة الذي يقول: إنه رصد 17 ظاهرة سلبية مقابل خمس ظواهر إيجابية، وأسأل هل من جهة تسأل وتبحث عن الأسباب للسلبيات وتكافىء على الإيجابيات؟. سؤال عريض فهل من مستجيب بالتجاوب لا بالجواب ؟. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة