أستميح القارئ الكريم عذرا لقطع سلسلة المقالات الأخيرة حول فن الشعارات بأشكاله المختلفة، على أن نعود إليها لاحقا، لأصحبه في رحلة لعاصمة النور، فقد تشرفت بالمشاركة أخيرا ضمن وفد من لجنة شباب رجال الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، في زيارة العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بدعوة كريمة من السيد كريستيان نخلة قنصل عام الجمهورية الفرنسية في جدة، ذلك الرجل الذي يعي جيدا دوره الدبلوماسي، وجهوده الحثيثة في تنمية العلاقات على المستويين الرسمي والشعبي بين المملكة وفرنسا، والشكر موصول للغرفة التجارية العربية الفرنسية (CCFA)، وذلك في شخص أمينها العام الدكتور صالح بن بكر الطيار، الذي أسهم في تنظيم هذه المشاركة، وما تضمنته من برنامج حافل بالأنشطة والزيارات واللقاءات الممتعة والمفيدة على مدى أسبوع، وكذلك الدكتور بدر الشيباني على مجهودات لجعل هذه الزيارة واقعا. وقد حظي الوفد باهتمام واسع وحفاوة بالغة في كافة الأماكن والمواقع التي زارها، حيث تعددت اللقاءات والمناقشات التي عقدها مع عدد من المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الأعمال الفرنسيين. من اللافت للنظر الاهتمام بالفن في جميع الأماكن التي تمت زيارتها، ففي منطقة لاديفونس (La Defense) نجد المجسمات الفنية المعاصرة ذات الأشكال الهندسية والألوان الصاخبة التي تتماشى مع طبيعة مركز التجارة والأعمال في باريس، إذ يبدو المكان للزائر وكأنه متحف مفتوح للفن التجريدي، أما قصر البرلمان فهو عبارة عن طراز معماري مزين بالتماثيل والرسومات الجدارية الكلاسيكية التي تعود إلى العصر الملكي الفرنسي، كذلك مجلس الشيوخ فهو لا يقل جمالا ولا روعة، إذ يضع رسومات معارة من المتاحف الفرنسية على جدران وممرات القصور؛ لعرضها للعامة وضيوف الدولة على حد سواء. وكان من الطبيعي أن يتضمن البرنامج زيارة لمعهد العالم العربي ومتحف الآثار الإسلامية في باريس، ثم الانتقال إلى مدينة ليون، وعقد لقاء مع محافظ المدينة ومسؤولي غرفة التجارة والصناعة في قصر من الصعب أن يوصف إلا كونه إبداعا فنيا ومعماريا يدل على عراقة هذه المدينة التجارية، أما زيارة فرساي فلذلك حديث آخر. [email protected]