ضمن وفد من لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في جدة كانت زيارتنا لباريس عاصمة النور. اشتملت الزيارة على برنامج مثمر ومفيد، عرضنا لجانب منه في مقال الأسبوع الماضي، وفي إطار البرنامج نفسه كانت زيارتنا إلى قصر فرساي أحد أبرز معالم فرنسا، الذي يعتبر تحفة معمارية وحضارية، فهو قطعة فنية مبهرة ضمن الفن الفرنسي المعماري المميز، وينسب اسم القصر إلى المدينة التي بني فيها والتي تقع جنوب غرب باريس، وقد بني القصر عام (1624)م، وشهد العديد من الأحداث التاريخية، فمنه انطلقت شرارة الثورة الفرنسية عام (1789)م، وفيه وقعت معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الأولى عام (1919)م، واتخذت قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية مدينة فرساي مقرا لها ما بين 1944 - 1945. أما النواحي الجمالية والفنية للقصر، فهو يحتوي على 11 قاعة، بالإضافة إلى الأوبرا التي بنيت خصيصا بمناسبة زواج الإمبراطور لويس السادس عشر من ماري أنطوانيت، وفيه أيضا ممر المرايا الذي تم تنفيذه عام (1678)م، ويبلغ طوله 75 مترا وعرضه عشرة أمتار، وتزين سقفه بطريقة فنية نادرة بالنقوش واللوحات الذهبية الجميلة التي تمثل الانتصارات الفرنسية، مع تلبيس الحوائط بالمخمل الأحمر الراقي والأنيق. يضم القصر 17 نافذة مطلة على الحديقة (كل نافذة في مواجهة مرآة)، أما حديقة القصر فتعتبر أفضل مثال لتصميم الحدائق الفرنسية، وهي تشغل مساحة 100 هكتار، وتضم كثيرا من النوافير أشهرها نافورة ديان وحوض أبوللو المواجه للقصر، وتزين ممرات الحديقة مجموعة تماثيل من الذهب الخالص لمشاهير فرنسا، بالإضافة إلى بحيرتها التي يتجاوز عرضها ال60 مترا وطولها الكيلومترين، ويوجد في الحديقة قصر تريانو الكبير الذي صمم على نمط القصور الإيطالية، ويوجد في الحديقة الصغيرة المحيطة قبة مرتكزة على 12 عمودا يوجد تحتها مباشرة تمثال يرمز للحب. إن هذه الزيارة الخاصة جدا كانت ثمرة للعلاقات القوية التي تربط البلدين الصديقين المملكة وفرنسا على أكثر من مستوى، وخصوصا على المستوى الثقافي الذي كان من أبرز معالمه أن تكون جمهورية فرنسا ضيف شرف في مهرجان الجنادرية ال25، فضلا عن التعاون المشترك بين البلدين فيما يتعلق في المجال الآثاري، من خلال فريق الخبراء الفرنسي في مدائن صالح وفي نجران. [email protected]