تعد فرنسا من أكثر دول العالم التي تحتشد فيها المهرجانات والاحتفاليات وتتوزع بكثافة على مدار العام، حيث تحتضن سنويا أكثر من 380 نشاطا، ما بين مهرجان، واحتفالية، ومسابقة، ومعرض، في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والفنية والاقتصادية.. إلخ، أي لا يكاد يخلو يوم واحد من نشاط من هذه الأنشطة، التي تجذب الملايين من السياح ورجال الأعمال والوسطاء والكوادر التسويقية. ويعد انطلاق «معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي يستمر لمدة شهرين، في متحف اللوفر العريق في العاصمة الفرنسية باريس، إحدى ثمار التعاون الثقافي والفني بين البلدين الصديقين، والذي سيقام في أهم قاعة من قاعات المتحف مخصصة للعروض الزائرة وهي «قاعة نابليون»، تأكيدا لأهمية وندرة ما تحويه المملكة من آثار وحضارة عريقة، من المتوقع أن تثير دهشة المتلقي الفرنسي. ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية، ويمزج بين التراث الشعبي والمقتنيات السعودية القديمة من جهة، والكتابات والدراسات الاستشراقية الفرنسية عن المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، بما يكشف عن صورتها الحقيقية في العيون الفرنسية، منذ تأسيس المملكة قبل أكثر من قرن من الزمان، وستسهم التغطية الإعلامية التي تقودها وزارة الثقافة والإعلام بأذرعها المختلفة، ووسائل الإعلام السعودية والعربية والعالمية، المسموعة والمقروءة والمرئية، في إبراز هذه الفعاليات الثقافية والفنية للمعرض، والتي سيضمها كتاب باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، يقع في 600 صفحة، يتضمن معلومات وأبحاثا ودراسات عن أنشطة المعرض. ويضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية وتراثية مميزة ونادرة من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، وعدد من متاحف المملكة المختلفة، والتي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد)، مرورا بفترة الممالك العربية المبكرة، ثم المتأخرة.. ففترة العهد النبوي، ثم فترة الدولة الأموية والعباسية، ومن ثم العصر العثماني، وأخيرا فترة توحيد المملكة العربية السعودية وعصر النهضة السعودي. إن هذا السرد الرائع لمختلف الثقافات والفنون التي تعاقبت على الجزيرة العربية، من خلال هذا المعرض، هو خير سفير لنا في عاصمة النور. [email protected]