يضم متحف اللوفر أكثر من (360.000) من التحف واللوحات والمقتنيات والأعمال الفنية النادرة، التي تغطي ثقافة وحضارة مساحة من التاريخ، تبلغ أكثر من (10.000) سنة، ولا تتمكن إدارة المتحف إلا من عرض عشرة في المائة منها فقط، حيث لا تسعها صالات العرض رغم مساحتها الشاسعة التي تبلغ (60.000)م2، فيما تشغل حديقة المتحف (30.000)م2 إضافية، ويستقطب المتحف أكثر من خمسة ملايين زائر سنويا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن زيارة المتحف بكامله تحتاج إلى 24 ساعة يوميا لمدة شهر كامل، مع التوقف لمدة ثانية واحدة أمام كل لوحة أو تمثال. متحف بهذه المكانة والروعة، لا شك أن أي مقتنيات تعرض فيه تلقى رواجا وشهرة واسعة، ومن دواعي الفخر والاعتزاز أن قاعات هذا المتحف ستشهد الأسبوع المقبل عرض نماذج من الرصيد الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية، وهو رصيد زاخر وكبير، مما يعد فرصة سانحة لكي يتعرف ويطلع العالم أجمع على هذه الكنوز السعودية من الآثار والقطع الفنية النادرة، وتعرف الشعب الفرنسي بصفة خاصة وشعوب العالم «من رواد المتحف» عامة عن قرب على معالم ثقافتنا وحضارتنا العريقة. فمن المقرر بناء على موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورعايته الكريمة، وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن يفتتح معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور بمتحف اللوفر بإذن الله في 12 يوليو المقبل، ويستمر لمدة شهرين، باعتباره ليس مجرد معرض فني ولا فعالية للعلاقات العامة، وإنما هو معرض لإبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة، وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري، وما تتبوأه اليوم من مكانة في التواصل الإنساني. ويمثل التاريخ الذي يقام فيه المعرض أهمية خاصة، لأن فترة إقامته تعتبر الذروة في عدد زوار اللوفر، إذ يشهد المتحف خلال هذه الفترة ملايين الزوار من مختلف مناطق العالم، ومن المتوقع أن هذا المعرض سيكون البداية للمعارض التي ستقيمها الهيئة العامة للسياحة والآثار عن الآثار السعودية في عدد من أبرز المتاحف في العالم. وكان وفد من أمناء متحف اللوفر قد قام بزيارة عدد من المواقع الأثرية في المملكة، وبحث ترتيبات إقامة هذا المعرض، ويأتي ذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الفاعلة بين المملكة وفرنسا منذ عام (1995)، أي على مدى نحو 15 عاما، مما يسهم في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين. [email protected]