سجل الجزائري عبد الملك زيايه أو «الأسطورة» كما يطلق عليه عشاقه، أعلى صفقة في تاريخ الكرة الجزائرية بانتقاله للاتحاد ب 2 مليون يورو، وأصبح زيايه حديث الأوساط الرياضية في الجزائر، السعودية وفرنسا، وعدد من الدول المجاورة، بعد أن أخذت الصفقة مدا وجزرا وتنافسا شرسا بين الاتحاد ونادي سوشو الفرنسي، حسمها اللاعب باختياره الاتحاد رغم معارضة مدرب ناديه وفاق سطيف. بدأت مسيرة زيايه الاحترافية في صفوف الفريق الكروي لنادي وفاق سطيفالجزائري عام 2005م، لم يكلف عقد اللاعب حينها أكثر من 10 آلاف يورو لمدة ثلاثة مواسم، في صفقه قادها رئيس النادي الجزائري عبد الحكيم سرار، واستطاع زيايه خلال فترة بسيطة وبلغة الأرقام، أن يحتل المركز السابع عالميا في قائمة ترتيب أفضل الهدافين، بعد أن سجل 16 هدفا في المنافسات الدولية خلال الموسوم الماضي، والتي عززت انطلاقته نحو النجومية بسرعة الصاروخ وخطف الأنظار، من خلال قدرته الهجومية وحاسته التهديفية العالية، إلى أن أصبح محور الأحاديث ومحط أنظار المدربين أخيرا في الجزائر، وأثلج صدور محبي وعشاق الخضر في دعم هجوم منتخبهم في مونديال 2010م، بعد أن حرم من المشاركة في بطولة الأمم الأفريقية التي أختتمت أخيرا في إنغولا، بقرار فني من المدرب رابح سعدان. قبل أربعة أعوام، وفي سن ال 18، لم يكن يعلم الفتى الجزائري المغمور، أن عالم الاحتراف والشهرة والعالمية في انتظاره، عندما كان يلعب حينها في ناد صغير ومغمور يطلق عليه ترجي قالمة، وكان حينها أحد أبرز لاعبيه وأكثرهم طموحا في المشاركة وتسجيل الأهداف وإسعاد جماهير هذا النادي الصغير. وانفتحت أبواب القدر أمامه الفتى الأسطورة، عندما كان «حكيم» يجوب المدن الجزائرية بحثا عن لاعبين لضمهم لصفوف وفاق سطيف، الذي كان يفتقر للاعبين المميزين ويمر بأزمة الخسائر حينها، واجه سرار صعوبة في جلب لاعبين من طراز نادر لخدمة فريقه، وقوبل بحثه بسخرية الكثير، لاسيما أن رئيس نادي وفاق لم يكن يقصد الأندية المعروفة، وركز بحثه في الأندية المغمورة، التي تقطن في قاع البحر إذا صح التعبير ، وقلب عبد الحكيم سرار التوقعات، وفاجأ الجميع بسياسته الحكيمة التي جعلت من الفريق خلال بضع سنوات قليلة رقما صعبا في منافسات كرة القدم الجزائرية، حيث كان للمهاجم زياية دور فعال ومساهمة واضحة في تغيير وضع الفريق ومستواه الفني، ونقله للمراتب الأولى في سلم الدوري، بفضل أهدافه الحاسمة. وتنبأ الخبراء والمختصون في عالم كرة القدم للمهاجم زيايه، أن يكون اللاعب الذي سيعيد الكرة الجزائرية إلى واجهة الأحداث بعد قرابة 20 عاما غابت فيها كرة القدم الجزائرية عن المحافل المحلية، الإقليمية والعالمية، وبالتحديد منذ فوزها بكأس الأمم الإفريقية الوحيدة عام 1990م التي احتضنتها الجزائر، والتي كانت خلاصة جيل ذهبي من النجوم على غرار ماجر ومغارية ومناد.