أكتب موضوع اليوم لهدفين لا ثالث لهما. الأول: برغبة التوعية وتنبيه القراء الأعزاء من محاولات المحتالين من الدجالين الذين يريدون أن يفسدوا على الناس عقيدتهم تحت إغراء الأوهام الكاذبة والأحلام الخادعة. أما الثاني: فهو لمجرد الضحك قليلا على عقليات الفئة الضالة من سعي المحتالين للكسب عن طريق تسويق الضلال وبآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بكل أسف، إذ يوظفون هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة لغير ما تعنيه تماماً وإنما لتثبيت مزاعمهم الفاسدة .. واقرأوا إن شئتم هذه الحكاية: من عادتي أن أرد على كل مكالمة هاتفية دون النظر في شاشة الهاتف، وقد حدث أن تلقيت مكالمة بادرني المتحدث بقوله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخ المؤمن. فقلت: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقال: أرجوك يا أخي أن تسمعني فأنا الشيخ .............. إمام مسجد وحولي واحد وستون طالبا يقرأون القرآن وقد انتابتني غفوة، فعرفت عنك ما لم تعرفه عن نفسك! قلت: خير إن شاء الله. قال: اسمعني يا أخي: لقد أسمعني هاتف عن كريم خصالك، وحبك لفعل الخيرات «ثم راح يعد لي من الصفات التي أتمنى أن يكون لي بعضها»، ليضيف: ولهذا فقد كثر حاسدوك الذين يسعون للإضرار بك بسحر عملوه لك ودفنوا بعضه في أعماق جبل في مدينة جيزان ببلادكم، وطرحوا البعض الآخر من العمل في أعماق البحر. قلت: يا أخي وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، كما وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. قال: يا أخي يا حبيب الله ورسوله: اسمعني فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: كل ذي نعمة محسود، ولهذا فإن حاسديك لا يريدون لك الخير الذي سيرزقك الله به، ففي أرض منزلك كنز كبير لأن الله يرزق من يشاء بغير حساب، وما عليك إلا أن تحفر مسافة مترين لتجد كنزاً يجعلك من كبار الأثرياء في وطنك. قلت: إنني ولله الحمد في نعمة وإنني مؤمن بقول الحق سبحانه وتعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السماء إنه لحق مثل ما أنتم تنطقون. فقاطعني قائلا: يا أخي لماذا لا تريد الخير الذي وهبه الله لك تحت بيتك وما عليك إلا أن تحافظ على هذا السر، ثم تقوم الآن وتصلي ركعتين تقرأ في الأولى: «وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر في العالمين». ثم تقرأ في الركعة الثانية: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله» .. إلى آخر السورة. ثم تتصل بي بعد عشر دقائق بالتمام لا دقيقة قبل ولا دقيقة بعد. شريطة ألا تخبر أحداً البتة بهذه الأسرار ويكون معك قلم وورقة لأهديك طريق الرشاد وما هو المطلوب منك أن تعمله! قلت: خير .. ثم نظرت في الرقم فإذا هو من بلد أفريقي وأدركت أنه محتال جاهل فهو يريدني أن أقرأ آخر سورة «القلم» ثم أعود القهقرى وأقرأ آخر سورة «الحشر». وبالطبع ضحكت على هذه النفوس المريضة التي تريد أن تسوق الأحلام حتى لكأننا في عصر الجاهلية الأولى. الغريب .. أن بعد مضي ربع ساعة راح يكرر النداء مرة تلو الأخرى، وعلى مدى ثلاثة أيام دون أن أفتح الخط له أو أسمع منه لأنني أدركت أنه دجال، خاصة بعدما سمعت من أكثر من صديق مثل ما سمعت من المحتال إياه. طبعاً قد يسأل أحدكم: لماذا لم أواصل مجاراته لمعرفة مطالبه؟ والجواب: أنني لست بحاجة لمعرفة ذلك فهو بالتأكيد يريد التغرير بي لإرسال مبالغ بدعوى شراء أشياء قد لا يكون لها وجود، أو تقديم عون للطلاب الذين زعم أنهم يقرأون عنده القرآن. على كل ما أردت إلا ما ذكرت في مستهل العامود فاحذروا هؤلاء الدجالين المحتالين أيها الأعزاء. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة