لا أحد يتوقع أن الحياة لابد أن تصفو له مدى عمره ألم يقل المعري \"تعب كلها الحياة فما أعجب»، فلم تخلق الدنيا لهذا وفي نفس الوقت، لا يظن أحدنا أن الحياة كلها هموم وغيوم وأحزان وضيق، بل إن الحياة ممزوجة بمزجة ربانية طبيعية كما أرادها هو سبحانه وتعالى، لا كما نريدها نحن، ممزوجة بالأفراح والأتراح بالسعادة والتعاسة بالراحة والتعب والشاعر يقول: ويوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر ويبقى الإيمان بالله والصبر والذي يصفه الناس بكلامهم العامي \"أحلى دواء\" هو الحامي والواقي للإنسان بعد الله من أن يقع أسيرا لهمومه وأحزانه والله جل في علاه يقول \"واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور\" والصبر على المكاره نعمة يجزى عليها العبد من خالقه والذي هو أرحم بالعباد من العباد بعضهم ببعض. من الخطوات التي أحب تسجيلها هنا لمن يعانون من تكالب الهموم عليهم كتبت مخلصا: أيها المغرق في همومك: - كن مع الله يكن معك فكلما حز بك أمر فالجأ إلى ربك بصلاة ودعاء وقراءة قرآن، وتذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان ينادي على بلال بن رباح رضي الله عنه ليقيم الصلاة وهو يقول له \"أرحنا بها يا بلال\"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب فيقول: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم\".. وقد ورد عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال: كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف». - تذكر هذه الكلمات العظيمة التي قالها الرسول صلوات ربي وسلامه عليه لابن عباس \"احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا\" لا تخضع للأفكار السلبية التي لا تعين على بناء ثقتك بنفسك كأن تفكر أنك لم تجد حظك فمعظم الناس لم يعثروا على حظهم كما يتصورون، أو أنك لم توفق في الزواج فهذا أمره بيد الله، أو تقول ولماذا أنا من بين الناس \"المريض أو المعاق أو الفقير أو الخاسر»، وقد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله \"واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك\" وكفى بالله حسيبا...