مما لا شك فيه بأن التربية التي تستمد هديها من الإسلام ونهجها من الالتزام بقيمه ومبادئه حيث أنها تمثل الطريق السليم الذي يضمن للنشء تنظيم عواطفه وتوجيه سلوكه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه فهي ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين بسلام وأمان. وتظهر ضرورة التربية الحديثة في أن المبادئ والقيم والأخلاق لا تنتقل بين الأجيال بالوراثة ولكنها تكتسب نتيجة للتربية وبمرور الوقت تحتاج إلى إضافة وتطوير و تكيف مع الحياة المحيطة من أجل التماشي مع متطلبات العصر الحديث. إن الآباء عند تربيتهم للأبناء لابد أن يُراعون أسس وضوابط القدوة فلا تنهاه عن الكذب وبعد لحظات يرن جرس الهاتف وإذا بأحدهم يريد محادثتك فتقول له اخبره بأن أبي نائم !! ويكبر الطفل ويُصبح فتى وتنصحه بقولك ابتعد عن معاكسة الفتيات وتجنب المحادثة والدردشة عبر التقنيات الحديثة وإضافة الصديقات !! وإذا بك أنت فارس أحلام الفتيات !! بل وشاعر الرومانسية والغزل والقصص والروايات !! لا تفعل هذا !! أنت القدوة والأساس وبك يكتمل البناء، اتخذ أساليب النصح والإرشاد والثواب والعقاب طريقا للنجاة لا إلى التهلكة.. بعيدا عن مأزق المواجهة حين يكبر الأبناء ويبدأ الصغير منهم قبل الكبير بتوجيه الانتقادات سواء في الأقوال أو الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الآباء.. نعم كن صديق ابنك ولكن لا تكن سببا في فساده وانحراف سلوكه ورداءة أخلاقه نقول دائما لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم)!! إن القران الكريم والسنة النبوية أعظم نورين نستمد منهما أفضل السُبل التي تُرشدنا إلى طريق الصواب لقد كان في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الأطفال توجيه تربوي عظيم حين قال: (يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك, أحفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشي كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشي لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام , وجفت الصحف).. رواه الترمذي في زمن أصبحت فيه الهوية الأسرية تُشكل المحور الأهم من محاور العصر الحديثة أصبحت التربية عنصرا هاما من عناصر معادلة الثقافة الإنسانية للأجيال الناشئة حيث أصبح الهدف التربوي منها هو الإصلاح والتهذيب حيث الدفء الاجتماعي والأمان النفسي وبات إعداد الإنسان الصالح هو الأساس فالأسرة إذا كانت سوية ينشأ الطفل رغم حداثة سنه مُدرك لحقوقه وواجباته حيث التناغم الأسري الراقي والتفاعل الاجتماعي السديد..لكن البعد عن الدين والتربية واتساع الهوة بين الأجيال أدى إلى ظهور العنف الأسري بشكل مُخيف، فالضغط النفسي والإحباط المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية يُعد من المنابع الخطيرة لمشكلة العنف الأسري، فهو سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية يستطيع تجنبه بقوة الإيمان والتمسك بالقيم التي تلعب دوراً كبيراً ومهماً في عدم تبرير اللجوء إليه.. قطر اسلك في تربية ولدك طريق الترغيب قبل الترهيب، والموعظة قبل التأنيب، والتأنيب قبل الضرب، فآخر الدواء الكي) د/ مصطفى السباعي العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955 البريد الإلكتروني :[email protected]