استفتاء القلب كثير من الناس يردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم «استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك»، ويسألون: كيف يمكن استفتاء القلب وهل له دور فى الإفتاء، وفي أي الحالات يسوغ للإنسان أن يستفتي قلبه. «عكاظ» استقصت آراء عدد من العلماء حيال القضية.. إلى التفاصيل: اطمئنان النفس الدكتور يوسف القرضاوى «رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»: القلب أو الضمير بتعبير عصرنا له دور في الإفتاء، إن كل فتوى تحوك في صدر المستفتى، ولا تطمئن إليها نفسه، ولا يستريح إليها ضميره، لسبب من الأسباب المعتبرة، يجب أن يتوقف عن العمل بها، حتى تتضح له الرؤية، ويصل إلى مرحلة الاطمئنان النفسي، وهذه المرحلة تتحقق بأن يسأل المستفتى أكثر من مفت، أو يعاود المفتي الأول مرة بعد أخرى، حتى يزول التردد بالتثبت، فالقلب هو المفتي الأول فى هذه الأحوال. فوق الإفتاء الشيخ عبد العزيز عرفة «عالم وفقيه»: قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سأله عن البر والإثم وهما أصلان في أعمال الخير والشر «استفت قلبك وإن أفتاك المفتون» أي أن المفتين يعلمون معاني التأويل والرخصة من علمهم العلانية، وأنت على علم فوقهم أي أن العلماء يعلمون علم الله تعالى الذي هو حجة وقلبك فقيه منور بالإيمان ينطق به حكم الله عز وجل، عن علم القلب الذي هو حقيقة القلب ومنفعته، فلولا أن علم القلب هو حقيقة الفقه ما رد صاحبه من فتيا العلماء إليه ولا حكم على المفتين إذا جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على المفتين، بالحكم وصار علم القلب هو حقيقة العلم وفي الحديث البر ما اطمأن إليه القلب وسكنت إليه النفس، وقد وصف ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) لأن قلبه بالذكر والإيمان والسكينة أصبح متقيا، وإذا أراد الله بعبده الخير جعل له من نفسه زاجرا، ومن قلبه واعظا ومن كان حاله ذلك كان عليه من الله حافظا. ليس دليلا الدكتور محمد بن سعد العصيمي «أستاذ الفقه في جامعة أم القرى»: استفتاء القلب ليس من الأدلة الشرعية التي يستدل بها على الأحكام بالإجماع والاستدلال باستفتاء القلب من طرق الصوفية الذين يتكلمون بقولهم «حدثني قلبي عن ربي» والوحي قد انقطع عن السماء ولا يستدل بما أوحاه القلب على الإنسان وإنما إذا كان الأمر فيه شبهة ثم وجد الإنسان في نفسه عدم ارتياح في هذا الأمر فإن تركه ذلك يسمى قلبه، والورع ترك مايضر في الآخرة، وأفضل منه الزهد، وهو أن يترك الإنسان ما لاينفع في الآخرة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه).