عندما تبدأ الحركة بعد ركود، تكون التطلعات كبيرة وجريئة وربما متجاوزة لقدرة الواقع على استيعابها وتحقيقها بالسرعة التي يريدها المتطلعون.. ربما يصح هذا الوصف على شأن الثقافة عندما تم الاعتراف بشرعيتها وأصبح لها كيان باسمها في وزارة تعنى بها، أصبح اسمها وزارة الإعلام والثقافة أو الثقافة والإعلام، ليس مهما من يأتي في المقدمة المهم أن ربيع الثقافة قد بدأ.. وفي تحول مهم كهذا شاء القدر للدكتور عبدالعزيز السبيل أن يكون أول من يتولى المسؤولية المباشرة لإدارة الشأن الثقافي بكل حساسيته. كان على الدكتور عبدالعزيز أن يكون أول الحاضرين في المشهد الجديد الذي يتجاذبه قطبان أحدهما يرفضه ويريد إلغاءه والثاني يريد الدفع به أبعد مما هو عليه. كان عليه أن يكون أول من تتساقط على رأسه حمم البركان الذي كان خامدا لزمن طويل. وكان عليه أن يكون المسؤول الذي يتعامل مع شريحة متعبة من البشر بسبب حساسيتها المفرطة وخصوصية رؤيتها للحياة. كان عليه أن يدير مرحلة إما تستمر وتتطور أو تقف وتتجمد أو حتى تعود إلى الوراء، وكل هذه الاحتمالات ستكون حتما مرتبطة باسمه كجانب من جوانب مأزق الاسم الأول.. كان على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية التي يديرها الدكتور السبيل أن تواجه كثيرا من النقد الذي وجهناه لها في شؤون كثيرة، وتتحمل ضغطا شديدا من جهات وأطراف عديدة من داخل الوسط الثقافي وخارجه. لقد كنا ولا زلنا نريد أفضل مما تقدمه وكالة الثقافة. كنا نرفض ونعاتب ونجادل ونطالب بحدة أحيانا، وكان الدكتور عبدالعزيز يتقبل ويناقش ويتفهم. لقد استطاع بكاريزميته ووعيه وحنكته وخلقه الرفيع أن ينجح في إذابة كثير من التجاذبات والخلافات التي حدثت في الأندية الأدبية والوسط الثقافي، وامتصاص كثير من التأزمات والأزمات. كما كانت له مواقف شجاعة حين يستدعي الأمر الحسم، تؤكد فيه المثقف الحقيقي بغض النظر عن تبعات المسؤولية الرسمية.. الآن، يغادر الدكتور عبدالعزيز السبيل موقعه بإرادته ليسجل موقفا مشرفا جديدا في تأريخه، إذ نادرا جدا أن نسمع عن مسؤول يستقيل من منصب ذهبي كمنصبه، وحين يغادر فإن الواجب يحتم علينا أن نقول له: لقد كنت فارس المرحلة الصعبة، وحين تغادر الثقافة كمسؤول فإننا نتمنى عليك أن تظل معنا كواحد من أهم وأنبل مثقفينا.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة