حين صدر قرار مجلس الوزراء بتأريخ 6 رمضان الحالي باستحداث جائزة باسم «جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين» باركنا هذه الخطوة المهمة وابتهجنا بها، لكننا أيضا أشرنا إلى أن أفكار المبدعين والموهوبين لا تتحول إلى منجزات حقيقية إلا بوجود بيئة محفزة على البحث العلمي الذي لازال في مؤخرة اهتمامات العالم العربي، وأوردنا مقارنة بين ما يصرف عليه من مبالغ ضخمة في بعض الدول المتقدمة والفتات الذي تصرفه الدول العربية على ما تدعي أنها مراكز للأبحاث، وأكدنا أن المواهب المتميزة لن تبرز لكي نمنحها الجوائز دون أن نوفر لها البيئة المثالية للبحث العلمي. وقبل أن يمر وقت طويل ها هي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحضر بسرعة لتؤكد ما قلناه بشكل واضح جدا حين أعلنت يوم 26 رمضان عن دعمها لما أسمته «برنامج الأبحاث الصغيرة»، ولا ندري كيف تكون هذه الأبحاث صغيرة وهي مخصصة لمجالات الطب والرياضيات والإحصاء والفيزياء والكيمياء والأحياء والفلك والجيولوجيا والزراعة والهندسة؟؟.. المهم أن المدينة خصصت مبلغا ضخما مقداره (2.5 مليون ريال) لدعم 19 بحثا في تلك المجالات مشترطة ألا يتجاوز البحث حاجز 150 ألف ريال!!!.. ولم يفت المسؤولين عن المدينة التأكيد على أن البرنامج اشترط في البحث المدعم أن يكون موجها لمعالجة القضايا والمشكلات التي تواجه القطاع التنموي، وأن يكون بحثا تطويريا في المجالات الحيوية والتقنيات المتقدمة. هكذا إذن هي نظرتنا للأبحاث ومدى دعمنا لها.. مدينة للعلوم والتقنية يديرها أكاديميون متخصصون يريدون بحثا تنمويا في مجالات حيوية وتقنية متقدمة بمبلغ لا يتجاوز 150 ألف ريال، وهو مبلغ ربما يقل عما تصرفه في ميزانية القهوة والشاي لموظفيها في شهر، أو انتداب شخصين أو ثلاثة منهم في جولة خارجية لبضعة أيام. وإذا كنا نلوم أجهزة الدولة المختلفة على تقصيرها في الاهتمام بالأبحاث فماذا يمكننا أن نقول عن الجهة المعنية أساسا بكل مجالات الأبحاث؟؟. هذه هي المفارقات التي نمارسها.. نريد أن نلحق ركب العلم بأبحاث لا تزيد ميزانية الواحد منها 150 ألف ريال !!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة