أبرمت قبيلتان في نجران اتفاقيتين بين أفرادها، تمنع الأولى إطلاق النار في مناسبات الزواج وتفرض على المخالفين غرامات مالية تصل إلى خمسة آلاف ريال، فيما تلزم الاتفاقية الثانية أفراد قبيلة أخرى بتحديد المهور ووضع سقف أعلى لها في سبيل التخفيف من أعباء الزواج على الشباب. ووقع أبناء قبيلة القشانين في مركز الجفة (100 كم شمال نجران) اتفاقية بعدم إطلاق النار في الأفراح والمناسبات، للحد من الحوداث الجانبية التي قد تصل إلى القتل غير المتعمد. وأوضح ل«عكاظ» أحد أفراد القبيلة، وهو حمد شداد القشانين، أن الاتفاقية نصت على تغريم من يخالف الشروط مبلغ خمسة آلاف ريال توضع في ما يسمى بالفروق، وهي عبارة عن صندوق للتكافل الاجتماعي يعنى بتغطية واجبات القبيلة ماديا تجاه أفرادها وتجاه الآخرين، مثل مساعدة المحتاجين من أفراد القبيلة أو من خارجها وإقامة سرادق العزاء للمتوفى من القبيلة، وكذلك إكرام الضيف عندما يفد إلى القبيلة ويتوجه إلى مكان وسط الديار يسمى «الموطاة»، فهو بهذا يصبح ضيف الجميع ويصرف لضيافته من الفروق، هذا خلافا لدورها في إعانة المنكوبين في الكوارث الطبيعية وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل. وأضاف أن الاتفاقية تلزم جميع أبناء القبيلة بجميع شروطها، ومنها التنبيه على الضيوف من خارج القبيلة بعدم إطلاق النار، وذلك بوضع لوحات إعلانية في مقر الضيافة، مؤكدا أن ذلك يأتي تجاوبا مع الجهات الأمنية وحرص أفراد القبيلة على التقيد بالتعليمات والأنظمة التي تمنع حمل السلاح وإطلاق النار، وعند المخالفة فيتم تغريم المخالف وإحالته إلى الجهات الرسمية لاستكمال الإجراءات النظامية معه. ومن جانبها أبرمت قبيلة آل قراد في نجران اتفاقية تلزم فيها جميع أبنائها بتحديد المهور وتكاليف الزواج داخل القبيلة، وذلك لتخفيف أعباء الزواج على الشباب والحد من المبالغة في طلب المهر، وحددت الاتفاقية مبلغ 50 ألف ريال للبكر والثيب، وتم التوقيع على الاتفاقية والتصديق عليها من قبل شيخ الشمل. وأوضح مانع آل قراد أن الاتفاقية ملزمة للجميع بعد التوقيع عليها، وأن يدفع الزوج لولي أمر الزوجة المبلغ كاملا لشراء حاجة الزوجة من الذهب وغيره من المتطلبات الأخرى، وأن يتكفل الزوج بأمور الضيافة في ليلة العرس، كما لا يحق للزوج دفع مبلغ أكثر من المتفق عليه ولا يحق لوالد الزوجة قبول أي مبلغ إضافي غير المتفق عليه، ومن يخالف ذلك يعتبر خارج الاتفاقية.