قبيل موعد الإفطار بدقائق يتجه الطالب يوسف هذال الذيابي المبتعث إلى بريطانيا مع زملائه إلى مسجد المدينة في نوتنجهام، وهناك يجد الإفطار الشهي المعد بأيدي سيدات مسلمات يقمن مع عائلاتهن في بريطانيا، ويؤدي فرض الصلاة مع الجماعة، فيكون ضرب عصفورين بحجر. الذيابي الذي يدرس الماجستير في المستوى الثاني في جامعة نوتنجهام مبتعثا من قبل جامعة الملك عبد العزيز، يضطر إلى الاستعانة بالوجبات الجاهزة في حال لم يذهب إلى المسجد، خصوصا أن مكونات الأطعمة الرمضانية كالشوربة والحلويات وغيرها لا يمكن العثور عليها بسهولة في هذه المدينة. وعلى مائدة الإفطار يسعد الذيابي وزملاؤه العرب والمسلمون في سرد الذكريات الرمضانية في بلدانهم، ويرى أنها طريقة مثلى تؤنس غربتهم، ودائما ما ينتهي مثل هذا الحديث بالتأكيد على أنه يفتقد إلى الطعم الحقيقي لرمضان، ولا يكون ذلك إلا بين أفراد العائلة. وعن برنامجه اليومي في رمضان، يقول إن الدراسة تبدأ عند الساعة التاسعة في معهد اللغة الذي يدرس فيه، وفي المعهد يؤدي صلاة الظهر مع زملائه ويواصل الدراسة حتى الثالثة والنصف ظهرا، ثم ينتقل إلى المكتبة لاستكمال دروسه وواجباته، يعود بعدها إلى مقر السكن ليبدأ بإعداد وجبة الإفطار. يقول إنه كثيرا ما يشعر بالجوع والعطش لأن نهار رمضان طويل في بريطانيا فهم يصومون أكثر من سبع عشرة ساعة، وبعد إتمام وجبة الإفطار يؤدي صلاة المغرب ويحتسي القهوة والشاي مع زملائه، ويخصص وقتا للدخول إلى الإنترنت ومتابعة الأخبار والأحداث في الوطن العربي، لكنه لا يجد الوقت الكافي لمتابعة المسلسلات الرمضانية التي اعتاد على مشاهدتها في المملكة، وهو ما يأسف عليه كثيرا، لكنه يحرص من وقت إلى آخر على التواصل مع أبناء الوطن المتواجدين في بريطانيا للدراسة أو العمل لقضاء ليالي رمضان سويا.