يقضي مروان بن محمد الدرعان (الطالب السعودي المبتعث لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية) على مشاعر الغربة التي تتملكه في رمضان بقضاء أوقاته في منطقة التجمعات الإسلامية، حيث المساجد الكبيرة والمطاعم التي تضع على واجهاتها كلمة «حلال» بالعربي وتوفر وجبات الإفطار والسحور للصائمين. ويقيم الدرعان الذي يدرس في المستوى الثالث في تخصص الهندسة الصناعية والاقتصادية في مدينة هانوفر الواقعة شمال غرب ألمانيا وهي العاصمة لولاية ساكسونيا السفلى، وتضم جاليات من جميع أنحاء العالم وخصوصا الجالية التركية التي تشكل نسبة 30 في المائة من السكان، فيما تمثل الجالية العربية نسبة 5 في المائة تقريبا. وفي هذه المدينة يصوم المسلمون ما يقارب 15 ساعة. يقول الدرعان: «نصاب بالإرهاق في أحيانا كثيرة، ولكننا نتصبر من أجل تأدية شعائرنا الدينية على أكمل وجه». وعن برنامجه الرمضاني يقول بأنه يتوجه للجامعة حيث يقضي يومه الدراسي كالمعتاد ويؤدي صلاة الظهر ومن ثم يعود للسكن ليبدأ بتحضير بعض الأطباق الرمضانية، ويحرص كثيرا على إعداد القهوة العربية التي يعتبرها شيئا أساسيا للمائدة. ومن بين الوجبات التي يعدها الشوربة والسمبوسة والفطائر، ويتبادل الزيارة مع زملائه من الطلاب السعوديين والعرب الذين يسكنون بالقرب منه. وبعد تأدية صلاة العشاء والتراويح يقوم برفقة زملائه بالخروج للتسوق والتنزه إلى حين موعد السحور الذي يتم تجهيزه عادة في المراكز الإسلامية أو المساجد، فكل جالية تحضر وجباتها المفضلة، فالطلبة السعوديون يمتازون بشكل عام بتحضير «الكبسة» التي نالت على إعجاب كثير من الجاليات العربية، فيما يقوم آخرون بإحضار المشويات والمحشي. يقول: «نتناول جميعا السحور ثم نؤدي صلاة الفجر بعدها أتوجه لمقر سكني للنوم استعدادا لليوم التالي».