المبتعثون في أوقات الفرح والحزن والمواسم الدينية، يحنون لمسقط رأسهم وبيئتهم الصغيرة. يشتد الحنين لدى «المبتعثين العزاب» أكثر، إذ تعودوا على تناول الأطباق من أهاليهم بشتى أنواعها، لكن الإفطار الجماعي الذي تقيمه الملحقيات السعودية وكرم المتزوجين يخفف المعاناة وفقاً لأحاديثهم الإعلامية.مقابلات عدة في الإذاعة وتقارير صحافية تؤكد هذا الأمر، فما إن يطل سعودي مبتعث في إحدى وسائل الإعلام (التقليدي، الجديد) إلا ويؤكد هذا الأمر. الإفطار الجماعي الأسبوعي والنشاط الرياضي الأسبوعي أيضاً هما أبرز فعاليات رمضان للمبتعثين في كندا ومن خلال هذين المناسبتين يقدم المتزوجون أطباقاًَ متنوعة من إعداد أهاليهم لإخوانهم العزاب، إذ تعيد هذه الأطباق شيئاً من رائحة الإفطار العائلي الذي افتقدوه، وبعد الإفطار تكون صلاة التراويح ثم نشاط كرة الطائرة. السهر الرمضاني الذي بدا من المظاهر الواضحة في السعودية لا يتوافر في بريطانيا، إذ يعاني بعض الطلاب وفقاً لأحاديثهم في الإعلام، وذكر مجموعة من الطلبة المبتعثين في بريطانيا أن ما يفتقدونه في شهر رمضان السهرات الرمضانية بسبب تقطع أو توقف وسائل المواصلات في الليل، كما يفتقدون برامج التلفزيون كبرنامج خواطر، وطاش ما طاش، مشيرين إلى أن معظمهم يتابعونها عن طريق الإنترنت. وذكروا أن النوادي الطلابية التابعة للملحقية الثقافية السعودية تقدم وجبة إفطار يومية في أحد المساجد المتفق معها، في الغالب تكون عبارة عن خروف كامل كل يوم، في حين يكون الإفطار إما في أحد أماكن سكن الطلاب أو في المطبخ (بالنسبة إلى السكن الجامعي)، وكذلك أيضاً في أماكن الصلاة التي توفرها معظم الجامعات البريطانية. يقول المبتعث إلى كندا نافع عبدالرحمن: «إن من يحترف الطبخ يصبح ذا حظوة ومكانة بين زملائه، ومن يكن في شقة أحدهم محترفاً الطبخ وإعداد الوجبات الرمضانية فهو محظوظ، وساعات النهار الطويلة تنهك أي شخص يصوم حتى وإن تأقلم مع التوقيت الذي يعيشه البلد وتعود جسمه على ساعة الإمساك والإفطار»، وأشار نافع عبدالرحمن إلى وجود المساجد والمصليات وإمكان أن يؤدي صلاة التراويح والقيام بأريحية ومع أئمة يأتون من الدول العربية لهم حضور جيد من القراءة وترتيل القرآن. لكنه أكد أهمية التكيّف مع المظاهر العامة للشارع الكندي التي لا تتوافق مع طبيعة شهر الصوم لدى المسلمين، مؤكداً في الوقت ذاته أن معظم الكنديين لديهم تفهم لزملائهم المسلمين ويدركون معنى أنهم صائمون على رغم أن المؤسسات لا تغيّر نظامها وهو سائر على وتيرته الطبيعية. وذكر نافع أن بعض الأسر الكندية تستضيف الطلاب وتكون متعاونة معهم في ما يتعلق بفترات الإفطار والسحور وإعداد الوجبات المناسبة لهم، خصوصاً أن عشاء الكنديين يتوافق مع ساعة الإفطار.