وضع مجمع الفقه الإسلامي الدولي حدا للفتاوى المختلفة حول من يسمح له بالصوم من عدمه من مرضى السكري، حيث ألزم المجمع المرضى في بعض الحالات بالإفطار في رمضان؛ لأنه لا يجوز لهم الصيام للضرر المتحقق من الصيام أثناء مرضهم. وقدرة المصاب بالسكري على الصيام تعتمد على ثلاثة عوامل هي أولا: نوع مرض السكر، ثم نوع العلاج ووجود أو عدم وجود مضاعفات أو أمراض مصاحبة. وأغلب المصابين بالنوع رقم واحد ننصحهم بعدم الصيام، فقط يسمح لنسبة قليلة جدا منهم بالصيام وهم الذين مازالت لديهم غدة البنكرياس قادرة على إفراز بعض من هرمون الأنسولين، لكن يجب أن يكون الصيام بالشروط التالية: أولا: موافقة الطبيب وتحديد الجرعة المناسبة. ثانيا: قياس مستوى السكر بالدم يوميا خاصة فترة بعد العصر. ثالثا: عمل اختبار وجود أسيتون في البول، ويعتبر الأنسولين طويل المفعول مناسبا لهؤلاء الذين يسمح لهم بالصيام حيث إنه يستمر في العمل لمدة 24 ساعة. والنوع رقم اثنين وهو الذي يعالج إما بنظام غذائي فقط أو بالأقراص المخفضة للسكر أو الأنسولين، هؤلاء يمكنهم غالبا الصيام بعد استشارة الطبيب في كيفية تغيير جرعات العلاج واستشارة الطبيب المعالج عن تغيير جرعة الدواء وتأخير وجبة السحور بقدر الإمكان ومتابعة قياس السكر بالدم خاصة بعد العصر للتأكد من عدم انخفاض السكر بالدم وتجنب القيام بمجهود بدني في الساعات الأخيرة من الصيام وتقسيم الوجبات إلى ثلاث وجبات: وجبة الإفطار، وجبة خفيفة في منتصف الليل، والسحور وتجنب أكل الكنافة والقطايف والمكسرات، أما التمر فيمكن أخذ حبة عند المغرب تلبية للسنة. ويجب على الصائم الإفطار في حالات الشعور بأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم ( صداع، عرق، ازدواج الرؤية، زيادة ضربات القلب، رعشة بالأطراف). فعند الشعور بأي من هذه الأعراض يجب على الصائم قطع الصيام فورا دون تردد وتناول كوب عصير حلو الطعم أو 2-3 ملاعق عسل أو كوب ماء محلي بسكر. أما في النوع الأول فإنه إذا كانت نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملجم مع وجود كيتون (اسيتون) في البول وفي النوع الثاني إذا كانت نسبة السكر بالدم أكثر من 300 مع زيادة التبول أو في حالة الإصابة بمرض أخر مثل إسهال، وارتفاع درجة الحرارة، هؤلاء لا ينبغي عليهم الصيام، وأغلب النوع الأول خاصة إذا كانوا يصابون بتكرار حدوث انخفاض في السكر أو تكرار حدوث ارتفاع في السكر كذلك المصابة بالسكر الحامل وما بعد إجراء عملية جراحية والمصاب بقرحة في القدم أو حروق أو غرغرينا بالقدم وخاصة إذا كان يحتاج مريض السكري أن يأخذ 3 جرعات من الأنسولين سريع المفعول في اليوم الواحد، هم جميعا ممنوع عنهم الصيام. تطبق أحكام الفطر في رمضان لعذر المرض على أصحاب الفئتين الأولى والثانية عملا بقوله تعالى: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكينٍ». وكل عام والناس الحلوين والجميع بخير وعافية. (*)استشاري الباطنية والسكري للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة