يعتمد صيام مرضى السكري في شهر رمضان على ضوابط صحية محددة حتى لا يتعرض جسم المريض إلى خلل نسبة السكر في الدم في أية لحظة أثناء الصيام.ويشدد الأطباء على أهمية مراقبة مستوى السكر في الدم جيدا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان عن طريق جهاز التحليل المنزلي، خصوصا ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرا للتأكد من عدم حدوث انخفاض في نسبة السكر. وصايا طبية ويرى استشاري أمراض الغدد والسكر للأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور عبدالعزيز عبد الله التويم أن صيام مريض السكري من عدمه يعتمد على مدى السيطرة على مستوى السكر في الدم ونوعية مرض السكر، مبينا أن هناك نوعين من مرض السكري: النوع الأول أو الذي يعرف بالسكري المعتمد على الأنسولين. والنوع الثاني يعرف بالسكري غير المعتمد على الأنسولين. ويوضح أن الغالبية العظمى من الأطفال واليافعين المصابين بداء السكري هم من النوع الأول المعتمد على الأنسولين كعلاج، فإذا كان داء السكري مسيطرا عليه سيطرة جيدة فلا مانع من أن يصوم هؤلاء المرضى مع ضرورة اتباع بعض الوصايا، وأهمها تبديل جرعات الأنسولين بحيث تعطى الجرعة الكبيرة التي كان يأخذها المريض صباحاً بعد أذان المغرب أي عند الإفطار، وتؤخذ الجرعة الصغيرة التي كان يأخذها في المساء عند وقت السحور والسبب في ذلك أن المريض يتناول ثلاث وجبات في ليل رمضان مكونة من طعام الإفطار ثم وجبة العشاء ثم السحور بينما يبقى صائما طوال اليوم، وينصح بمراقبة مستوى السكر في الدم جيدا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان عن طريق جهاز التحليل المنزلي، خصوصا ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرا للتأكد من عدم حدوث انخفاض في نسبة السكر في هذا الوقت الذي يصل فيه السكر عادة إلى أدنى مستوى له، أما إذا وجد المريض أن نسبة السكر في الدم أقل من 100 ملغم ما بين وقت العصر والمغرب فيجب عليه الإفطار فورا، ومن ثم يخفض جرعة الأنسولين المعكر في السحور بواقع 20 في المائة عما قبل. تحليل الدم ويضيف الدكتور التويم أنه عند ظهور أي أعراض في أوقات النهار من انخفاض مثل: رعشة، جوع شديد، دوار، أو عرق، فعلى المريض تحليل الدم بواسطة الجهاز لمعرفة نسبة السكر فإذا كانت منخفضة وجب عليه الافطار فورا، ومن ثم تخفيض جرعة الأنسولين في السحور لليوم التالي ومراجعة طبيبه الخاص، أما بالنسبة للمرضى الذي يعانون من عدم انتظام في نسبة السكر أو هؤلاء الذين يعانون من كثرة انخفاض السكر، فإن الصيام قد يكون له تأثير سلبي عليهم ويحتاجون مراجعة طبيبهم الخاص الذي قد ينصحهم بعدم الصيام. أما إذا كان المريض ممن يستعمل النوع الجديد من الأنسولين طويل المفعول الذي يعرف به الغلارجين أو اللانتوس فينصح بأخذ جرعة الأنسولين ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ليلا، وأخذ جرعة من الأنسولين الصافي أو السريع المفعول عند الفطور (بعد أذان المغرب). وينصح باتباع بعض الإرشادات الطبية، منها: استشارة الطبيب لأخذ النصح قبل البدء في الصوم، تجنب أطباق رمضان الشهيرة خاصة الحلويات أو العصيرات المركزة، تأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى وقت الامساك، فحص مستوى السكر في الدم خلال الأسبوع الأول من رمضان مرات عدة خصوصا ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرا، وتجنب النوم في هذه الفترة الحرجة وهي بين العصر والمغرب، كما يجب أن تتجنب قيادة السيارة في هذا الوقت بالذات خوفا من حدوث هبوط في نسبة السكر وتناول الكثير من الماء والسوائل قليلة السكر لوقاية الجسم من الجفاف خلال فترة الإفطار. صيام الأطفال في المقابل، يؤكد أخصائي طب الأطفال في صحة جدة الدكتور نصر الدين الشريف أن صيام مرضى السكري من الأطفال يجب أن يكون بمتابعة طبية وقرار الطبيب المعالج، لافتا الى ضرورة ان تكون وجبة الافطار في حالة امكانية صيام الطفل متوازنة ومعتدلة حتى لا يصاب بخلل في نسبة السكر أو بالتخمة وينتابه شعور بالكسل، أما وجبة السحور فهي مهمة ويجب أن تحتوى على القائمة المحددة له من الطبيب، ووفق المعايير حتى لا تحدث أية انعكاسات تؤثر على قدرته في الصيام.