صيام مريض السكري من عدمه يعتمد على مدى السيطرة على مستوى السكر في الدم ونوعية مرض السكر. فكما هو معروف هناك نوعان من مرض السكري، النوع الأول أو الذي يعرف بالسكري المعتمد على الأنسولين. والنوع الثاني، يعرف بالسكري غير المعتمد على الأنسولين. والنوع الثاني، يعرف بالسكري غير المعتمد على الأنسولين. والغالبية العظمى من الأطفال واليافعين المصابين بداء السكري هم من النوع الأول المعتمد على الأنسولين كعلاج، فإذا كان داء السكري مسيطرا عليه سيطرة جيدة فلا مانع من أن يصوم هؤلاء المرضى مع ضرورة اتباع الآتي: تبديل جرعات الأنسولين، بحيث تعطى الجرعة الكبيرة (التي كان يأخذها المريض صباحا) بعد آذان المغرب أي عند الإفطار، وتؤخذ الجرعة الصغيرة (التي كان يأخذها في المساء) عند وقت السحور، والسبب في ذلك أن المريض سوف يتناول (3) وجبات في رمضان مكونة من طعام الإفطار ثم وجبة العشاء ثم السحور بينما يبقى صائما طوال اليوم. وينصح بمراقبة مستوى السكر في الدم جيدا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان عن طريق جهاز التحليل المنزلي، خصوصا ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرا للتأكد من عدم حدوث انخفاض في نسبة السكر في هذا الوقت الذي يصل فيه السكر عادة إلى أدنى مستوى له. وإذا وجد المريض أن نسبة السكر في الدم أقل من 100 ملغم ما بين وقت العصر و المغرب فيجب عليه الإفطار فورا ومن ثم يخفض جرعة الأنسولين المعكر في السحور بواقع 20 في المائة عما قبل. وعند ظهور أي أعراض في أوقات النهار من انخفاض مثل رعشة، جوع شديد، دوار، أو عرق، فعلى المريض تحليل الدم بواسطة الجهاز لمعرفة نسبة السكر، فإذا كانت منخفضة وجب عليه الإفطار فورا، ومن ثم تخفيض جرعة الأنسولين في السحور لليوم التالي ومراجعة طبيبه الخاص، أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من عدم انتظام في نسبة السكر أو هؤلاء الذين يعانون من كثرة انخفاض السكر فإن الصيام قد يكون له تأثير سلبي عليهم ويحتاجون لمراجعة طبيبهم الخاص الذي قد ينصحهم بعدم الصيام. وإذا كان المريض ممن يستعمل النوع الجديد من الأنسولين طويل المفعول فينصح بأخذ جرعة الأنسولين ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ليلا وأخذ جرعة من الأنسولين الصافي أو السريع المفعول عند الفطور (بعد آذان المغرب).. وأخيرا .. فإن النصيحة هي استشارة الطبيب لأخذ الإرشادات قبل البدء في الصوم، وتجنب أطباق رمضان الشهيرة ولاسيما الحلويات أو العصيرات المركزة، وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى وقت الإمساك، وفحص مستوى السكر في الدم خلال الأسبوع الأول من رمضان عدة مرات خصوصا ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرا، وتجنب النوم في هذه الفترة الحرجة وهي بين العصر والمغرب وضرورة تجنب قيادة السيارة في هذا الوقت بالذات خوفا من حدوث هبوط في نسبة السكر، وتناول الكثير من الماء والسوائل قليلة السكر لوقاية الجسم من الجفاف خلال فترة الإفطار. * استشاري أمراض الغدد والسكر في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة.