يعاني الفلسطينيون من النقص الحاد في المياه العذبة، وهي محدودة أساسا في الشرق الأوسط، ويضطرون في الضفة الغربية إلى شرب المياه الملوثة، ويقدر معدل الاستهلاك اليومي بخمسين لترا للشخص الواحد،وفي بعض الأحيان 20 لترا كحد أدنى. ونشر البنك الدولي تقريرا في أبريل جاء فيه أن مستويات الاستهلاك المتدنية جدا تضع غالبية مناطق الضفة الغربية تحت عتبة المعايير الدولية البالغة حوالى مائة لتر في اليوم وللشخص الواحد. وأوضح أن الشركة الإسرائيلية لتوزيع المياه «ميكوروت» تغطي 90 في المائة من احتياجات السكان في الضفة، بيد أن ثلث البلدات الفلسطينية لايزال غير مربوط بشبكات المياه. وأضاف أن إسرائيل تسحب ما يصل إلى 1,8 مرة من الحصة التي تعود لها، حسب اتفاقات أوسلو عام 1995. وأفادت سوزان كوبلمان التي تخصص منظمتها «مصدر الحياة»عملها لمسألة المياه في الأراضي الفلسطينية أن الأولوية بالنسبة لمصلحة المياه الإسرائيلية هي التأكد من أن كميات المياه التي تصل إلى المستوطنات كافية، مضيفة أن البقية تخصص للبلدات الفلسطينية، والنتيجة هي أن المياه لا تصل إلى الجميع. وللتعرف على معاناة أهالي الضفة يقول الشاب خالد البالغ من العمر 18 عاما أقوم بحوالى عشر رحلات ذهابا وإيابا في اليوم مع الحمار الذي يحمل على الجانبين مستوعبات المياه. فيما يؤكد رئيس المجلس البلدي في قرية بني زيد فؤاد حسن عرار في كل صيف، تنقصنا المياه والسكان يشتكون. إنها أكبر مشكلة تواجهها. وبحسب إحصاء عام 2007، فإن عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يبلغ 2350500 نسمة. وأوضحت فريال أن المياه ليست للشرب لكننا نشربها بعد غليها. وأضافت أضطر إلى إيقاظ الأولاد عند الساعة الخامسة فجرا لكي يذهبوا لتعبئة المياه. أما البديل عن ذلك فهو شراء حمولة صهريج من المياه مقابل 40 شيكلا للمتر المكعب مايعادل7,5 يورو. وقالت فريال نشتري في بعض الأحيان صهريج المياه لكن ذلك يكلفنا 120 شيكلا مقابل 3 أمتار مكعبة وهو ثمن باهظ للعائلة التي يكسب رب عملها 1800 شيكل مايعادل335 يورو في الشهر.