تشي الملامح الأولية لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس (الأحد)، إلى تورط المليشيات «الولائية»، خصوصا الكتل الغاضبة من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعد إخفاقها وتراجع حظوظها. ووفقا لمصادر موثوقة، فإن المكان الذي استهدف هو منزل الكاظمي الخاص، وأكد مصدر في مكتب رئيس الوزراء أن الكاظمي لم يصب، لكن أفرادا في طاقم حمايته أصيبوا بجروح، كما تضررت مجموعة من العجلات المصفحة الخاصة بموكبه. ولفتت إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن انطلاق الطائرة تم من داخل العاصمة بغداد. وفي أول رد فعل، كتب الكاظمي على «تويتر»: «كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه». وبحسب تصريحات عراقية رسمية، فإن 3 طائرات مسيرة أسقط منها اثنتان، استهدفت منزل الكاظمي في المنطقة الرئاسية المحصنة التي تدور عند أعتابها أيام أحداث صاخبة ومحاولة لنشر الفوضى منذ عدة أيام. وسبق حادثة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت مقر سكن الكاظمي ب3 طائرات مسيرة، أحداث صاخبة على وقع مهاجمة أنصار قوى ولائية خاسرة قوات حفظ النظام بعد محاولتهم اقتحام المنطقة الرئاسية المحصنة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتيل ونحو 125 جريحا من الجانبين. وتحدثت مصادر أمنية أن عناصر بين صفوف المحتجين أمام المنطقة الرئاسية ببغداد منذ أيام، فتحوا النار من أسلحة خفيفة باتجاه قوات الأمن المكلفة بحماية «الزون الأخضر». واللافت أن قادة الفصائل المسلحة سارعت إلى التراجع ونفض يدها من جريمة استهداف الكاظمي، ورغم أن أمين عام «مليشيا العصائب» قيس الخزعلي توعد وهدد، متهما رئيس الوزراء العراقي، بالتورط في قتل متظاهري فصائل الحشد، إلا أنه عاد وأدان استهداف منزل الكاظمي «إن كان مقصودا» وفق تعبيره، معتبرا أنها «محاولة لخلط الأوراق بعد يوم على أحداث المنطقة الخضراء».