أحتاج أن أرقى ليبتكر المدى درباً إلى معناه درب آخر للضد من جهة النشيد مغاير للنقش في صدر الحكاية آخر متباين الرغبات ملتبس الرؤى.. أحتاج أن ألج الحقيقة مثلما في الضوء تنكسر السحابة أو كما في الأفق لون أزرق لا ينتمي للعشب أو تطوي مفازته السماء.. أحتاج أن أرتاح من سحر المجازات البعيدة أرتمي في النص شطراً خالياً من ضجة الأشكال شطراً لا تمزقه الكنايات الكثيرة أو تبعثره الصور.. أحتاج أن أبكي على ما فات أمحو وعدك الآتي وأختبر الزمان لعلَّ في رؤياه ما يغني عن السير التفافاً للوراء أو انطفاءً في الأبد.. أحتاج أن ألغي ضرورتك الملحة في القصيدة كلما أنشأت بيتاً قادني رغماً إليك وأنتَ في مبناك حرف ناقص التأويل منسي على طرف الحياة... أحتاج أن ألقي عن الشعر انتباهته وأترك للقصيدة فكرة الركض ابتهاجاً بالبطولة أنزع الأغلال عن هاذي السطور وأرتمي كالطفل بين الأسئلة.. أحتاج وجهاً لا يذكرني بأخراي التي كانت هواكَ السرمدي و فجأة نسي الغرام بأن يسميها و«ضاعت في الزحام».. أحتاج شمساً كلما مد الأثير سواده حطت على الأيام أغنية وبددت الظلام.. أحتاج أن أهوى سواكَ فهيئ الأقداح للموت الشفيف و كن كآخر وخزة في العمر وامتحن الكلام.