غدت شركتا موديرنا وفايزر الأمريكيتان؛ وهما ضمن 9 شركات تقوم بتجارب المرحلة السريرية الثالثة والأخيرة على لقاحات محتملة للوقاية من فايروس كورونا الجديد، أول شركتين تعلنان الخطط الكاملة لدراساتهما بشأن اللقاح، استجابة للمطالب واسعة النطاق بالشفافية في ما يتعلق باللقاح، وسط دوامة مخاوف من أن تلعب انتخابات الرئاسة الأمريكية دوراً في الضغوط على الشركات الدوائية وجهات الترخيص، للتعجيل بلقاح دون التثبت الكامل من مأمونيته ونجاعته. وقالت الرئيسة التنفيذية لموديرنا ستيفاني بانسل أمس الأول، إن شركتها ستعرف يقيناً إن كان لقاحها ناجعاً بحلول نوفمبر. وقالت إن ذلك يمكن أن يحدث خلال أكتوبر، لكنه غير محتمل. وزادت أن التحليل النهائي لنتائج التجارب السريرية قد لا يكتمل حتى ربيع العام المقبل. ولكن السؤال لا يزال قائماً: هل سيقتنع الجمهور الأمريكي بأن اللقاح آمن وناجع فعلياً، أم أنه مجرد هدية سياسية للفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ وحذرت بانسل من أن انخفاض معدل تفشي كوفيد-19 في أمريكا قد يؤخر ظهور النتائج النهائية للتجارب السريرية حتى ديسمبر 2020. وفي ما يتعلق بلقاح طوره علماء جامعة أكسفورد البريطانية، وتقوم بإنتاجه شركة أسترزينيكا الدوائية العملاقة، فإن شبكة (سي إن إن) ذكرت أنها اطلعت على ملف داخلي يكشف أن تجارب هذا اللقاح أوقفت نحو يومين الأسبوع قبل الماضي، بعد تشخيص إصابة متطوعة بريطانية بالتهاب في عصب العمود الفقري، جعلها غير قادرة على المشي، ما اضطر السلطات الصحية الى إدخالها المستشفى للعلاج. وهذا الالتهاب عادة ما ينجم عن إصابة فايروسية. لكنه يحدث أيضاً كمضاعفات جانبية للتطعيم بأي مصل. لكن أسترزينيكا سارعت لنفي معلومات شبكة (سي إن إن). ووصفتها بالافتقار إلى الدقة. وتمسكت بأنه لم يثبت أن الحالة التي أصيبت بها المتطوعة ناجمة عن اللقاح. وكشفت الشركة أن المتطوعة أعطيت الجرعة الأولى من مصل أكسفورد في يونيو، ولم تصب بأي أعراض ثانوية. ومنحت الجرعة الثانية في أغسطس لكنها بدأت تواجه صعوبات في المشي، وشعور بالتعب، والضعف العام في يديها، ونوبات من الصداع. ومع أن التجارب السريرية على لقاح أكسفورد استؤنفت في بريطانيا السبت الماضي، إلا أنها لا تزال معلقة في الولاياتالمتحدة. غير أن كبير خبراء الأمراض المُعدية الأمريكي أنطوني فوتشي قال أمس، إنها ستستأنف في أمريكا «قريباً جداً»، وإن حادثة المتطوعة البريطانية ليست سوى حادثة وحيدة معزولة. ويزيد عدد المتطوعين للتطعيم بمصل جامعة أكسفورد على 50 ألف شخص حول العالم. وأعلنت جهات حكومية في لندن أمس، أنه سيكون بمستطاع الحكومة البريطانية استخدام صلاحيات الطوارئ لتطعيم سكان البلاد ضد كوفيد-19، لتفادي أي مشكلة قد تنشأ في حال ظهور لقاح قبل انتهاء مهلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في 31 ديسمبر القادم. وقالت السلطات إنه حتى لو لم تقر الجهات الرقابية المختصة في الاتحاد الأوروبي لقاحاً بعينه، فسيكون بمستطاع بريطانيا تعميم التطعيم على شعبها تحت ذريعة التهديد الوبائي الداهم. وفي جنيف، أعلنت شركة لاروش السويسرية لصنع الأدوية أن عقار تونسيليزوماب الذي تنتجه لمعالجة الالتهابات نجح في جعل المرضى المنومين بكوفيد-19 في المستشفيات لا يحتاجون إلى أجهزة التنفس الاصطناعي. ويباع هذا الدواء تحت اسمين تجاريين هما «آكتمرا»، و«روآكتمرا». ويوصف عادة لتخفيف التهابات المفاصل الروماتيزمية. وقالت لاروش إنها ستنشر نتائج التجارب السريرية ليطلع عليها علماء مستقلون. وأشارت إلى أن التجارب أجريت في الولاياتالمتحدة، وجنوب أفريقيا، وكينيا، والبرازيل، والمكسيك، وبيرو. وأضافت أن 85% من المتطوعين لتجربة العقار المذكور هم من السود، والهنود الأصليين، واللاتينيين، وهي أقليات تضررت أكثر من غيرها من وباء كوفيد-19. وأوضحت الشركة أن 12% فقط من المرضى الذين تطوعوا لتجربة هذا الدواء توفوا، قياساً ب19% هي نسبة الوفيات بين المجموعة التي حظيت برعاية صحية عادية لأغراض التجربة. وكانت شركة إيلي ليلي الكندية لصنع الأدوية أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها جربت بنجاح دواء مضاد للالتهابات أنتجته باسم «بارسيتينيب» لتخفيف آلام مصابين بكوفيد-19 مقروناً بجرعة من عقار ريمديسفير الأمريكي. مبادرة «كوفاكس» وانتهت الجمعة المهلة التي حددتها مبادرة تدعمها منظمة الصحة العالمية تحمل اسم «كوفاكس»، لجمع 18 مليار دولار لتوفير لقاحات مضادة لكوفيد-19 للدول ذات المداخيل المتدنية، بالقدر نفسه الذي ستكون اللقاحات متاحة فيه للدول الموسرة. ولا يعرف إن كانت الصين قد قررت الانضمام إلى «كوفاكس». وستنشر أسماء الدول التي قررت الانضمام الى المبادرة غداً (الإثنين). ويعتقد الخبراء أن الانضمام إلى المبادرة سيمنح الصين فرصة دبلوماسية لا تعوض لإصلاح صورتها لدى الرأي العام العالمي، خصوصاً أنها تواجه اتهامات بالتسبب في إطلاق الفايروس، وبعدم الشفافية في تقديم المعلومات الحيوية لدول العالم. وتأمل المبادرة بتوفير ملياري جرعة من أي لقاح محتمل بحلول سنة 2021. وسيكون من حق الدول التي تنضم إلى المبادرة عقد اتفاقات أخرى مع الشركات المنتجة للقاحات لتزويدها بجرعات إضافية لتلبية حاجات سكانها. وقالت الجهات المسؤولة عن «كوفاكس» إنها ستعنى بحاجات 172 بلداً. وإذا انضمت الصين فسيكون من حقها الحصول على أي لقاح ناجع يصبح متاحاً. كما أن الانضمام إلى «كوفاكس» سيتيح للصين الحصول على شهادة من منظمة الصحة العالمية لإتاحة أي لقاح صيني تثبت نجاعته. ومما يذكر أن الصين ليست لديها خبرات تذكر في تصنيع وتوزيع الأمصال عالمياً.