يتواصل سباق العلماء مع الزمن، على أمل التوصل إلى علاج، أو لقاح يضع حداً لجائحة كوفيد-19، المرض الذي يسببه فايروس كورونا الجديد. وفي بريطانيا، تبدأ اليوم التجارب السريرية للقاح طوره علماء جامعة أكسفورد، بمنحة حكومية تبلغ 20 مليون جنيه إسترليني. وقال وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك أمس الأول إن الحكومة منحت أيضاً 22.5 مليون جنيه لفريق من علماء جامعة إمبريال كوليدج، للتعجيل بصنع لقاح ناجع. وحذر الوزير هانكوك من أن على الناس أن يتذكروا أن كوفيد-19 هو مرض جديد، وأن ما يتم صنعه من لقاحات أو أدوية يعتبر «عِلماً غير مؤكد». وندد هانكوك بالتظاهرات المناهضة للتطعيم باللقاحات. وقال إن على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه سلامة المجتمع. وستبدأ تجربة لقاح جامعة أكسفورد الخميس على 510 أشخاص، تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً، تطوعوا للخضوع للتجارب في لندن، وأكسفورد، وبريستول، وساوثهامبتون. وهو أول لقاح في العالم يدخل مرحلة التجارب السريرية. وستستمر التجارب 6 أشهر. ويتعين على كل من المتطوعين الخاضعين للتجربة أن يعود لمقابلة العلماء لنحو 4-11 زيارة بعد حقنه بالمصل. وفي سياق متصل؛ قال علماء في جامعة كامبريدج أمس، إن اللقاح الثلاثي الذي يعطى للتحصين من الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية (MMR) قد يساعد في حماية الأشخاص من بلوغ مرض كوفيد-19 مراحل خطرة. وأضافوا أن ذلك ممكن لأن الفايروس المسبب للحصبة الألمانية يشبه في تركيبه فايروس كورونا الجديد. وشدد هؤلاء العلماء على أنهم لا يملكون دليلاً علمياً على ما يقولون، لكنهم يعتقدون بأن الأمر يتطلب درساً وافياً. وكانت جرعة المصل الثلاثي ظهرت في 1963. وأكد علماء كامبريدج أن اللقاح الثلاثي لا يمنع الإصابة بمرض كوفيد-19، لكنه يمنع تدهور المرض إلى مرحلة الخطر. ورجحوا أن التشابه بين فايروس الحمى الألمانية وفايروس كورونا الجديد هو السبب في تلك الحماية. ولاحظ العلماء أن 78% من الأشخاص الذين توفوا بمرض كوفيد-19 تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ما يعني أنهم لم يحضروا زمن تطعيم الأطقال بالمصل الثلاثي. وتشير دراسة علماء كامبريدج إلى أن البلدان الأوروبية التي نفذت برامج التطعيم بمصل BCG ضد السل الرئوي على نطاق واسع حققت معدلات وفيات منخفضة بوباء كوفيد-19. واخترع هذا اللقاح قبل نحو قرن للوقاية من السل، وهو مرض بكتيري. غير أن هذا اللقاح عرفت له فوائد أخرى، كتقوية نظام المناعة، ومقاومة الالتهابات، والوقاية من الأمراض التنفسية، بحسب إقرار منظمة الصحة العالمية. وفيما تنشط حركة قوية معارضة للقاحات في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، فإن الشعب الإسباني والإيطالي يؤيدان التطعيم بقوة. الأجسام المضادة ولا يكاد يمر يوم دون تجدد النقاش بشأن محاولة وقف تفشي كوفيد-19 من خلال حقن الأشخاص السليمين بأجسام مضادة لفايروس كورونا الجديد، تؤخذ من دم مصابين تعافوا منه. وعلى رغم أن فحوصات تجرى على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة وبعض البلدان الأوروبية لتحديد الأشخاص الذين تكونت لديهم تلك الأجسام المضادة؛ إلا أن ثمة جدلاً بشأن مدى دقة أجهزة الفحص التي تم تطويرها في أكثر من دولة. ويجمع العلماء حالياً على أن نتائج تلك الأجهزة غير موثوق بها حتى الآن. لكن شركة «زن تك» البلجيكية للتكنولوجيا البيولوجية أعلنت أمس الأول أنها اخترعت جهازاً صغيراً لفحص الأجسام المضادة تبلغ دقة نتائجه 100%. وقالت إنها بدأت صناعة عشرات الآلاف منه أسبوعياً بعدما حصلت على الموافقات الحكومية المطلوبة. وأضافت أنها ستركز في البداية على توزيع الجهاز الجديد في بلجيكا، وبعد ذلك ستقوم بتصنيع 3 ملايين جهاز شهرياً ليتم توزيعها في البلدان الأوروبية. وتقول الشركة إن الجهاز، الذي يظهر نتيجة الفحص في 15 دقيقة، قادر على معرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب بمرض كوفيد-19، وتعافى منه، حتى لو لم يكن يعلم بذلك. ويرى العلماء أن فحص الأجسام المضادة ضروري لمعرفة عدد السكان الذين باتت لديهم مناعة ضد فايروس كورونا الجديد. ويوجد حالياً في بريطانيا جهازان لهذا الفحص، أحدهما يستخدم في المنزل، ولا يتطلب سوى طعنة خفيفة في الإصبع لإخراج دم يخضع للفحص. بينما يتم في الثاني إرسال العينات إلى مختبر. وشدد مؤسس «زن تك» ورئيسها التنفيذي جان كلود هافو على أن الجهاز الجديد صنع للمتخصصين، وليس للعامة. ومن شأن هذا الجهاز أن يحدد على وجه الخصوص الأشخاص المصابين بالفايروس ولم تظهر عليهم أعراض. كما أن نتائج الجهاز تسمح للدول بتحديد مَن مِن السكان يستطيع العودة لممارسة أشغاله المعتادة، دون خوف من تكرار إصابته بمرض كوفيد-19. وحذرت دراسة نشرتها جامعة أكسفورد أمس الأول من أن الأجهزة التي يتم الترويج لها باعتبارها قابلة للاستخدام المنزلي لا يمكن الاعتماد على دقة نتائجها. دواء الملاريا وعلى صعيد المساعي الماراثونية لإيجاد دواء لمرض كوفيد-19، كشفت دراسة علمية قام بتمويلها المعهد القومي الأمريكي للصحة، وجامعة فيرجينيا أن المسنين المصابين بكوفيد-19 الذين تم إعطاؤهم دواء هايدروكسيكلوروكين المخصص لعلاج الملاريا كان معدل وفاتهم أكبر كثيراً من المرضى الذين تحصلوا على الرعاية الصحية العادية. وخلصت الدراسة إلى أن ذلك العقار لم يوفر أي ميزة للمرضى الذين أخضعوا له.