ليس هناك رأيان في أن النظام الإيراني واقع في حالة إحراج متكاملة الأركان؛ كونه لن يستطيع إقناع شعبه أو المجتمع الدولي بأن ما يحدث من تفجيرات داخلية متلاحقة ماهو إلا نتيجة أعمال معزولة، باعتبار أن ما جرى من تفجيرات متواصلة يعني بشكل واضح دك القوة النووية والعسكرية، سواء استمر نظام خامنئي، في الإنكار أو تجرأ واعترف بمن يضربه، وبجنسية الطائرات والقاذفات والصواريخ التي استهدفت موقع ناطنز النووي وغيرها من المنشآت؛ خصوصاً أن المنشأة التي وقع فيها الانفجار تعتبر أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم وتصنيع واختبار أجهزة الطرد المركزي في إيران. وبحسب تحليل معهد العلوم والأمن الدولي للصور المأخوذة عبر الأقمار الاصطناعية، فإن شدة الأضرار تشير إلى أنه يجب هدمه بالكامل وإعادة بنائه من الصفر. كما كشفت أيضا صحيفة نيوبورك تايمز أن التفجير تم التخطيط له لأكثر من عام، مشيرة إلى احتمال تفجيرها من خلال زرع عبوة ناسفة أو عبر هجوم إلكتروني. عشرات التفجيرات في ظرف أسبوعين آخره اندلاع حريق في ميناء بوشهر بجنوب إيران واشتعال النيران في ثلاث سفن أمس (الأربعاء): تعتبر عدداً كبيراً بكل المعايير بالنسبة لإيران التي كانت تزعم بقوة نظامها الأمني الذي يبدو فيه ثقوب وثغرات أمنية متعددة خصوصاً بعد التسريبات التي أفادت بحدوث انشقاقات داخل الحرس الثوري وفي الهيكلية العسكرية الإيرانية، كون ما حدث من اختراق للطوق الأمني في المنشآت النووية يعكس وجود عناصر داخلية شاركت في التفجيرات ومن المستحيل التصديق بأن ما حدث هو نتيجة تفجير أنابيب غاز. وبالنظر إلى عمق الأضرار التي نتجت في مجمل التفجيرات، يؤكد المراقبون أن التفجيرات لا يمكن أن تتم إلا بدعم معلوماتي استخباراتي داخلي وتحديداً من داخل الحرس الثوري وجهاز الإطلاعات (المخابرات الإيرانية). وبحسب معلومات أمنية هناك خلافات عميقة في الكواليس بين جهاز (إطلاعات) وقادة الباسيج؛ تمخض عنها ظهور فرقة متمردة تسمى ب«فهود ونمور الوطن» وهي فرقة مدربة في الحرب السيبرانية حيث يعتبر الخبراء في مجال الحرب السيبرانية احتمال أن تكون الهجمات التي حدثت هي هجمات «سايبر» إلكترونية، وتعني السيطرة من بعيد على شبكات الحواسيب التي تشغّل هذه المنشآت، والتحكم بمعطياتها، لتكون النتيجة انفجارات وحرائق وهذا يؤكد نظرية وجود اختراقات ومشاكل في ضبط الوضع الأمني ووجود ثقوب داخل النظام.