نقلا عن السياسي الإليكترونية : المشروع النووي الإيراني، يتفكك من داخله، حسب آخر المعلومات. وحسب معلومات سابقة. من لجوء مساعد وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا عسكري، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. إلى شائعة "اختفاء" العالم النووي الإيراني شهرام عميري، على الأراضي السعودية، كما روّجت وسائل الإعلام الإيرانية للتغطية على حقيقة مايحدث في الجمهورية الإسلامية وخطورة تفكك ملفها النووي من داخله. حيث صرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر صحافي بأن لدى طهران أدلة على أن الأمريكيين لعبوا دورا باختطاف العالم النووي. وأضاف بأن الحكومة الأمريكيةالجديدة ستعيده الى بلاده. كما أشار متقي الى أن العالم اختُطف على الأراضي السعودية. خطورة غياب العالم النووي، هذا، وقبله فرار مساعد وزير الدفاع، يثير تساؤلات عن نوعية المعلومات التي قدمها الاثنان عن المشروع النووي الإيراني. وهذا ماتتخوف منه طهران بالضبط. الأمر الذي رآه المراقبون تسبّب بكشف إيران عن منشآتها النووية السرية في مدينة قم. حيث ظهر بأن من سرب المعلومات بشأن هذه المنشأة هو من داخل النظام، الذي قد يكون مساعد وزير الدفاع اللاجئ الى أمريكا أو أن عميري هو الذي أفشى هذه الأسرار. طبعاً، في حال ظهر مساعد وزير الدفاع الإيراني علناً، في أمريكا، أو العالم النووي عميري، فإنه من المستحيل أن تسلمهما السلطات الأمريكيةللإيرانيين. ذلك أنهما سيلقيان مصيرا دمويا مؤكدا من قبل الحرس الثوري الذي هو أكبر المتضرريين من فرار هذين الرجلين الهامين جدا. طهران، وفي أزمتها الإقليمية حالياً، والمتمثلة بضرب الحوثيين جناحها المسلح في اليمن، وحقد طهران على المملكة العربية السعودية للنجاحات المذهلة التي حققتها الضربات العسكرية التي دمرت تحصينات الحوثيين على الحدود السعودية اليمنية، أرادت حرف الانتباه عن حقيقة مايحدث، ولم يركز الاعلام الإيراني إلا على أن عميري اختفى من على الأراضي السعودية، في لعبة إعلامية أولا لحرف الانتباه عن حقيقة الاختراقات التي تمت للمشروع النووي، وثانيا للتغطية على فشلها بحماية جماعة الحوثيين المسلحة التي أوقع فيها الجيش السعودي أكبر الضرر والتدمير حماية لأمن البلاد. فضلا عن أن فكرة "الاختفاء" من على الأراضي السعودية مجرد تهويل إيراني للتغطية على حقيقة هرب العالم نفسه كما هرب مساعد وزير الدفاع. حقيقة الأمر أن سبحة انهيار المشروع النووي الإيراني بدأت تكرّ من الداخل. فشخصيتان بحجم عميري وعسكري، لايعني هروبهما إلا مزيدا من الكشف عن أسرار هذا المشروع. ورأت طهران نفسها مجبرة للإعتراف بما قامت به من منشآت سرية، بسبب تسرب هذه المعلومات من رجُليها اللذين يبدو أنهما قدما مالديهما للجهات الدولية. لتكون إيران أمام واحد من احتمالين: إما الاعتراف المسبَق بمنشآتها السرية، وإما التكتّم بلا نهاية. إيران تعرف بأن التكتم في ظل وجود معلومات مقدمة من قبل الرجلين الفارين، لاقيمة له. كما أن الإفصاح عن حقيقة كل المشروع النووي قد تطيح بالطبقة الحاكمة كلها بدءا من المرشد وانتهاء بالرئيس، لا بل إنها قد تضع النظام الإيراني كله في مواجهة الإعلان الذاتي عن التفكك والانهيار، خصوصا في ظل معارضة متنامية للنظام من داخل الجمهورية اكتسبت شعبية ساحقة. اتهام المملكة العربية السعودية، هي محاولة من الحكومة الإيرانية لتجييش الشارع المتطرف والعقائدي في إيران. إلا أنها محاولة ستبوء بالفشل، كون المعارضة الإيرانية تصدت لمثل هذه الدعاوى التي تفتعل الخلافات المذهبية لتمكين المتطرفين من السيطرة على الداخل. وقد ظهر للإيرانيين بأن اسلوب التدخل في البلدان الأخرى أدى الى عزل طهران عن العالم وأدى الى إفقار المجتمع الإيراني بكل طبقاته. فلن ينجح هذا المسعى، فهو بمثابة ورقة توت أخيرة لن تستر النظام الذي بات رجاله هم الذين يبوحون بأسراره إيماناً منهم بأن إيران المسالمة والجارة أفضل للإيرانيين من إيران النووية والعدائية.