يتداول المواطنون والمقيمون في بلادنا الحبيبة هذه الأيام مشاهد خلابة آسرة وساحرة في جمالها لمناطق سياحية من داخل بلادنا، وقد نشطت مواقع التواصل الاجتماعي حتى لاحظت أن عدداً لا يستهان به يستغرب تماماً وجود مثل هذه الأماكن الخلابة في بلادنا ويفتقر للمعلومات عنها. هذه الأحداث وظروف توقف الطيران الدولي مع جائحة كورونا تقودني إلى التنويه بضرورة الالتفات إلى موضوع السياحة الداخلية وتقديم الدعم واقتناص الفرصة من خلال تقديم عروض سياحية تناسب كافة ظروف ومستويات الأسر السعودية داخل المملكة مع استثمار جميع الأماكن السياحية وإنعاشها وبالتأكيد وفقاً للإجراءات الاحترازية. وطالما السائح الداخلي متوفر وهو الآن مع هذه الظروف في حوزة هيئة السياحة وأهل الاختصاص؛ أرى ضرورة تحريك جميع مفاصل السياحة، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، وذلك بما يحقق الإشباع السياحي الثقافي والاجتماعي لدى المواطنين، فهي فرصة ليتعرف الأبناء على معالم بلادهم وثقافاتها المتنوعة.. خاصة ولدينا قوة جغرافية سياحية وطبيعة ساحلية وجبلية وغيرها تتناسب مع كافة الأمزجة والرغبات، ولكن ينقصنا التسويق لهذه الأماكن والترويج لها وفق خطة سياحية عاجلة تتضمن معالجة أهم عامل لعزوف الأغلبية عن السياحة الداخلية وهو ارتفاع الأسعار وعدم ثباتها ومراقبتها من خلال تفعيل دور الهيئات الرقابية على المنشآت السياحية لتقويم جودة خدماتها وكذلك النظر في مستوى هذه الخدمات وتناسبها مع السائح. والعجيب فيما تم تداوله أن بعض الأماكن رغم طبيعتها الجاذبة إلا أنها تفتقر إلى أدنى الخدمات والمشاريع التي تدعم انتعاشها السياحي مما يسبب هجر السياح لها، وأستغرب ذلك رغم أن برامج التحول الوطني تركز على تطوير السياحة الداخلية على اعتبار أنها أحد أهم الموارد الاقتصادية للمملكة! أخيراً أقول لوزارة السياحة السعودية مع ظروف جائحة كورونا: هذه فرصتكم الذهبية لاستثمار السياحة الداخلية وإنعاشها، ويمكنكم تغيير الصورة الذهنية والنمطية لدى المواطن عن سياحة بلاده. كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]