أيام معدودة ونودع شهر رمضان الذي عشناه تحت ظروف استثنائية أفقدتنا عاداتنا المجتمعية الخاصة به والتزمنا فيه بالحجر المنزلي، وكلها أيام ونستقبل عيد الفطر المبارك كذلك مع ظروف استثنائية سنفقد معها الصورة الاجتماعية التي كنا نعيشها كل عيد وسيظل العيد في بيوتنا على مستوى أسرتنا فقط، وحتما كما استطعنا أن نصنع لنا رمضانا مختلفا وتعايشنا مع طقوسه اليومية؛ نحن قادرون على صناعة «العيد» في بيوتنا مع أسرتنا. وكلنا يعلم بأن عيد الفطر كتبه الله علينا احتفالا بإتمام عبادة الصيام؛ والهدف منه هو إظهار مظاهر الفرح والسعادة بانتهاء شهر الصيام؛ لذلك وجب علينا تعظيم هذه الشعيرة بالفرح رغما عن الظروف التي فرضتها جائحة كورونا وأن نصنع الفرح لأطفالنا بالذات الذين أرى فرحتهم وابتساماتهم هي زينة العيد وبهجته، فلا ينبغي حرمانهم من هذه العادة السعيدة، خاصة ونحن بأيدينا صناعتها في تحويل منازلنا إلى حلويات وعيديات وعطور وبخور وملابس كلها زهور وإن لم تكن من ديور. ولا ننسى البيوت التي يعيش فيها كبار السن من الجد والجدة الذين لا تبرق الحياة في عيونهم إلا برؤية الأبناء والأحفاد، لا تحرموهم من البشوت والحناء ورائحة العود بحجة الحجر المنزلي.. زينوا بيوتهم.. أعدوا لهم سفرة إفطار العيد وافتحوا لهم كاميرات التواصل عن بعد.. دعوهم يتواصلون مع أحفادهم وأقاربهم وأصدقائهم.. وتواصلوا أنتم. كما أرى أنه من واجب إمارة كل منطقة تقديم مبادرات للأحياء من شأنها صنع مظاهر العيد مع التشديد على التزام الناس بمنع التجول، والحجر المنزلي.. مبادرات عن بعد مثلا كتزيين الشوارع بعبارات العيد السعيد وبثها عبر المواقع والشاشات عن بعد حتى يمتد شعور الفرح والاحتفال إلى الناس. أخيرًا.. نحن قادرون على صناعة الفرح أينما كنا وكيفما كانت الظروف وكل عام والجميع بفرح. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]