نولد صغارا وتظل مدرستنا الأولى هي بيتنا نتعلم فيه أبجديات الحياة والقيم، ويبذل معنا الأهل مهما كانت الظروف قصارى جهدهم في تعليمنا وتربيتنا وحراستنا من الجهل الذي يتصورونه، لذلك عدّ الكثير من أهل العلم والتربية الأم مدرسة كرمز تعليمي تنطلق منه بدايات المعرفة والتعليم. وبما أن الأمر كذلك وفي ظل ما نعيشه من ظروف صحية عالمية تحتم علينا العزلة إلى حد ما، وفي ظل قرارات حكومتنا الرشيدة الاحترازية حرصاً على حياتنا؛ عملت وزارة التعليم على تفعيل دور التعليم عن بعد ووفرت بصورة مهنية كل وسائل التعليم عن بعد، ونفذت الخطط الإجرائية والعلاجية لتطمئن على مسيرة أبنائها وبناتها التعليمية في ظل هذه الظروف. ومن جهة أخرى، وبالتعاون مع وزارة الصحة وشركة الاتصالات، سخرت وزارة التعليم كل وسائل التواصل السريع والاستفسارات التي يمكنها مساندة أبنائها وبناتها وأولياء أمورهم في ما يخص صحتهم وظروفهم الاقتصادية مع الاتصالات، وها هي حتى هذه اللحظة تشرف وتتابع كل صغيرة وكبيرة لضمان تحقيق أهدافها التعليمية. إلى هنا ودولتنا الرشيدة بوزاراتها قد بذلت كل ما بوسعها لحماية المواطنين وأبنائنا سواعد المستقبل القادم، وبقي الدور الآن في حيز البيوت (الأسرة) باعتبارها المدرسة الأولى والمشفى الأول وبيوت الرعاية والحماية، فعليهم رفع سقف متابعة عمليات التعليم لأبنائهم واستثمار كافة وسائل التقنية في البيوت ومراقبة استخدامهم لها فيما يخدم تعليمهم وعدم التهاون في ذلك، فالمسؤولية كبيرة وتستطيع الأسرة أن تظفر من هذه التجربة بالانتصار على ظروفها وتمكين أبنائها من تحقيق النجاح أو العكس، كما تعد هذه الظروف فرصة ثمينة للأسرة في الاقتراب من أحلام أبنائها التي طالما باعدت بينهم وبينها ظروف حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والعملية وغيرها.. فهذه الأيام يستطيع الآباء والأمهات قراءة واقع أبنائهم واستكشاف مواطن القوة والضعف لديهم عوضا عن البيانات الرقمية التي تصل من مدارسهم وتجهل الأسرة جوهر الضعف أو القوة لدى أبنائها. هذا من الجانب التعليمي أما من الجانب الصحي.. فالدولة علقت الدراسة خوفا على صحة الأبناء والتخفيف من خروجهم من منازلهم وتجنب التجمعات، وذلك وقاية وحماية، بينما ما نشاهده من تهاون أغلب الأسر مع أطفالهم واصطحابهم إلى أماكن قد يكون مستوى الوقاية بها متدنيا ويكون الأبناء عرضة للمرض! وفي مقابل كل هذا ومما لفت نظري مع هذه الظروف أن بعض الآباء يتوقع أن الدور في المسؤولية يقع على عاتق الأم فقط، وليس للأب شأن فيه ويجهل تماما بأن الدور تشاركي وتكاملي في المتابعة التعليمية والمراقبة وضبط الأوقات الدراسية ومراجعة ما درسوه للأبناء مع متابعة ذلك مع معلميهم في حال وجود مشكلة. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]