نستقبل رمضان لهذا العام في ظروف مغايرة لم نعهدها من قبل؛ حيث سنفقد فيه عادات تعودنا أن نخص بها هذا الشهر الفضيل من العبادات كالذهاب إلى المساجد ومظاهر استقبال الضيوف وغيرها. وبالرغم من ذلك أجد بأن رمضان هذا العام سيكون مميزاً عن قبله من السنوات التي مضت بنا؛ حيث سيكون هذا الشهر الفضيل لنا.. لأنفسنا دون غيرنا؛ سنجد فيه الفرصة الكافية للعبادة وقراءة كتاب الله وغيرها من الأمور بعيداً عن الالتزامات والمسؤوليات الاجتماعية، فقد تعود أغلبنا أن يعد مائدة الإفطار أو السحور لاستقبال الأقارب والضيوف وينشغل بذلك في إعدادها والبعض يكون بيته بمثابة «المقلط» الذي يتجمع فيه الناس ويُشغل أهله صباح مساء بإعداد السفرة الرمضانية وقد تفوتهم بذلك روحانية هذا الشهر الفضيل واستشعار قيمة الصلوات والدعاء فيه لله. في رمضان هذا العام مع ظروف الحجر المنزلي فرصة ربما لن تتكرر.. فرصة في العزلة مع أنفسنا واستذكار محطات أعمالنا وقراءة ذواتنا والتطهر من كل ما يؤذينا.. فرصة في التفرغ للدعاء دون هاجس المواعيد والارتباط بالأعمال ودون أن يتمكن النعاس منّا بعد إرهاق ساعات الدوام.. وعبء متابعة اختبارات الأبناء والتخفف من المسؤوليات العائلية. وفي مقابل ذلك يمكن تعزيز فقدان الجو المجتمعي والدعم الاجتماعي والعطاء للآخرين في الشهر الفضيل من خلال البحث عن الحملات الرسمية الخيرية والمساهمة بها خاصة بعد غياب مشهد الموائد والسفر الرمضانية للإفطار في المساجد والتي كانت تستهدف الفقراء والبسطاء من العمال المقيمين في الوطن. ختاماً.. عزلتنا الرمضانية مع ظروف جائحة كورونا ربما لن تتكرر، لذلك هي فرصة روحانية عظيمة للوقوف بها مع أنفسنا ومراجعة نمط حياتنا بالكامل.. ويلزمنا مع هذا الاستمرار في الالتزام بالحجر المنزلي ورفع مستوى الإجراءات الاحترازية وعدم اختراقها وكل عام وأنتم بخير وأمان. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]